صاحب صاحبه: «جمعة» وحصانه «شمس».. حب من أول «رقصة»
«جمعة» وحصانه «شمس»
كلما صعد «جمعة» على ظهر الحصان، وأخذ يتمايل به يميناً ويساراً فى مشهد بديع، لم يصدق المحيطون به أن الشاب الراقص يعمل سائقاً، ولا يتخذ من الخيل مصدراً للربح. علاقة خاصة تجمع بين «جمعة» وحصانه «شمس»، حيث نما بداخله عشق الخيل منذ أن كان صغيراً، وصار بالنسبة له كالإدمان، يفوق حبه لأى شىء آخر، ويجامل جيرانه وأصدقاءه فى منطقة «إمبابة» بالرقص بالخيل فى مناسباتهم المختلفة: «قعدت سنة ونص أعلم شمس الرقص، لكن مش كل الخيل بترقص، حسب أصله وسلالته».
بحنان ولطف يتحدث «جمعة» عن «شمس»: «بقت حاجة فى دمى، الصبح لازم أفطرها، أطبطب عليها، أتكلم معاها، وهى طبعاً بتسلم عليا وتنفذ الأوامر، ولو جاعت تنادى عليا بصوتها الجميل»، موضحاً أن الخيل يشعر بحنان الإنسان، بينما لو تعامل معه بقسوة سيؤذيه على الفور. على الرغم من التكلفة المادية التى يتكبدها «جمعة» لإطعام «شمس»، لكنه لا يفكر فى التخلى عنها، أو إهمالها، بل وينسى نفسه والوقت الذى يقضيه معها وهما يتراقصان على أنغام «المزيكا». يعتبر «جمعة» أن الحصان أغلى وأوفى من البشر الذين قابلهم فى حياته: «طبعاً أغلى من الإنسان، الناس بقت طماعة وضميرها مات، ومش عاوز أبالغ وأقول إنها أحب على قلبى من صحابى.. صاحبى ممكن يخالفنى الرأى لكن الفرسة لأ»، الأمر الذى جعله لا يبخل على «شمس» شيئاً.