أهالى «جزيرة الوراق»: «بين بحرين» وميه «ملوثة»
أطفال «جزيرة الوراق» يلعبون وسط القمامة والمياه الملوثة
فرق كبير بين ما يدرسه «عمرو عبدالنبى» عن نهر النيل فى مادة «الدراسات الاجتماعية»، وبين حاله بالقُرب من منزله الصغير فى منطقة بين البحرين فى جزيرة الوراق، حيث يتم إلقاء القمامة والصرف الصحى والحيوانات النافقة بكميات كبيرة فى المياه، يزيد الأمر سوءاً عدم وجود شبكة صرف صحى، ليشعر الصغير بحزن شديد على النهر الملوث، الذى يصيب الأهالى بأمراض الكبد والكلى، ويضطر فى الوقت نفسه إلى حفظ درس «حافظوا على النيل»، الذى بات مدعاة للسخرية. «عرفة» لا يقل حزناً على حال النهر عن «عمرو»، فيحكى عن مرض شقيقه بسبب المياه، ويتذكّر مشهد ذهابهما إلى الطبيب ذات مرة، إثر إصابته بـ«سخونية» وعدوى، بسبب المياه الملوثة، متسائلاً عن كيفية وصول الوضع إلى هذا الحال السيئ؟ «أهل البلد هما اللى بيرموا الزبالة فى النيل علشان مفيش بديل تانى، ولا بنشوف حد بيشيل الزبالة، ولا حد بينضف»، تقولها «أم نور»، التى تسكن فى «بين البحرين»، وتؤكد أن نهر النيل فى جزيرة الوراق أكثر تلوثاً من الترع، بسبب إلقاء أكوام القمامة به، وتراكم الحيوانات النافقة خلف النادى الموجود بالجزيرة.
الأطفال يدرسون «حافظوا على النيل» فى المناهج ويسخرون من حاله فى المنطقة.. والأهالى يدفعون من 2 إلى 4 جنيهات لشراء «جركن» مياه نظيفة
مياه الشرب تُمثّل مشكلة لأهالى «بين البحرين»، فمياه الصنبور ملوّثة، والبعض يضطر إلى شربها لعدم وجود بديل، أو يلجأ إلى مياه «الطلمبة» المليئة بالأملاح، أما من يتمرّدون على ذلك، فعليهم دفع من 2 إلى 4 جنيهات لشراء «جركن» مياه نظيفة، وفقاً لكلام «محمد على»، الذى يسكن فى المنطقة نفسها.
«الأهالى يقومون بإلقاء القمامة فى النيل، وإحنا اللى بنشيلها باستمرار، ولسه عاملين حملة لإزالة القمامة أول الأسبوع الماضى»، يقولها اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة، مؤكداً أن الحملات تجرى بصفة دورية ولا تنقطع لإزالة القمامة، لكن تبقى سلوكيات المواطنين هى المشكلة.
وأضاف «الهراس»: «بندخل عربيات القمامة للجزيرة عن طريق العبّارات باستمرار ونشيل كل الزبالة الموجودة».