«إيهاب» - سواق «توك توك» - قتله زميله عشان زبون: «الزقازيق كلها كانت بتحبه»
ايهاب
نهار عادى، لا جديد فى قرية بهنباى التابعة لمركز الزقازيق، حركة الأهالى عادية، مدخل القرية مزدحم بالسيارات ومركبات التوك توك، خليط من الأصوات، ضجيج متواصل، ضحكات، نكات، صرخات، شتائم.. لكن هناك قريباً من مدخل القرية حيث تصطف مركبات التوك توك.. كان الوضع مختلفاً، لكنه لم يضع وسط الزحام لأنه انتهى بقتيل.
عند موقف الميكروباص تزاحم اثنان من سائقى التوك توك للفوز بزبون، وقف «إيهاب ع. ع» 20 عاماً وزميله «أحمد. ا»، 20 عاماً، ينتظران الركاب، نشبت بينهما مشادة بسبب أحد الزبائن، كل منهما يحاول توصيله مقابل جنيهين، حميت المشاجرة بينهما، انتهت سريعاً بمقتل الأول بضربة سكين أودت بحياته فى الحال.
على بعد عدة كيلومترات من مكان الواقعة يقع منزل عائلة «المجنى عليه»، يتوافد الأهالى لتقديم واجب العزاء ومواساة الأسرة المكلومة، حيث جلست والدة القتيل «فوزية» يلتف حولها سيدات القرية متشحات بالسواد يحاولن تهدئتها بعد إصابتها بحالة من الانهيار، فيما رددت عبارات «حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منه، كان عمل إيه ابنى عشان يقتله، ويحرمنا منه، كل دا عشان 2 جنيه؟!».
وتتابع الأم الخمسينية والدموع تسيل من عينيها: «إيهاب كان نور عينى وكان مصدر فرحة للبيت، ماكانش يحب يشوفنى حزينة ولا شاردة، ومش يسيبنى غير لما يضحكنى»، وأردفت: «إيهاب كان يعمل على التوك توك ليساعدنا على تحمل نفقات المعيشة وتجهيز شقيقته التى اقترب موعد زفافها»، مشيرة إلى أن زوجها متوفى منذ 10 سنوات وأنجت منه «إيهاب وكوثر» بالإضافة لشقيقين آخرين لهما من والدهما وهما «أحمد» 30 عاماً، سائق، متزوج، و«إسلام»، 21 عاماً، مجند بالقوات المسلحة. وعن يوم الحادث قالت إن نجلها استيقظ مبكراً كعادته وتناول طعام الإفطار وداعبها فى الحديث ثم توجه لصاحب التوك توك الذى يعمل عليه واستقل التوك توك وتوجه لمباشرة عمله مقابل أن يحصل على يوميه من صاحب التوك توك «هى كل ما يملكه ليساعدنا بها» وتابعت: «كنت مجهزة له الأكل ومنتظراه بس رجع لى جثة».
غلبت الدموع الأم وهى تقول إن نجلها كان يستعد للالتحاق بالقوات المسلحة لأداء خدمته العسكرية، حيث كان ينهى أوراق التجنيد وكان من المفترض أن يلتحق بالقوات المسلحة خلال أيام، لافتة إلى أنه كان سعيداً بأنه سيلتحق بالجيش وكان يهدئ من روعها بسبب خوفها عليه من العمليات الإرهابية التى تستهدف رجال الجيش والشرطة، ومضت قائلة «كنت خايفة عليه من الإرهابيين أهو ابن بلده وزميله اللى قتله عشان توصيلة ركوب بـ2 جنيه».
وطالبت الأم بالقصاص لنجلها وألا يفلت «المتهم» من العقاب الذى يستحقه بالإعدام بعد أن أزهق روح نجلها دون رحمة أو شفقة، خاصة أنه يتردد بين الأهالى أن عائلة «المتهم» تحاول الادعاء بأنه مريض نفسى وكان يمر بأزمة نفسية لتخفيف الحكم عليه.
وأكد زملاء «المجنى عليه» وأهالى القرية أنه يتصف بدماثة الخلق والسمعة الحسنة، وطالبوا بالقصاص له وأن يكون العقاب رادعاً لكل من تسول له نفسه إزهاق روح إنسان برىء.