أنا «أتبرع».. إذن أنا «مصرى»
صورة أرشيفية
لم يخطر على بال بشر أن المصريين الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض والاحتلال الإنجليزى الغاشم، فى نهايات القرن التاسع عشر، سيعلمون أبناءهم فى «مدرجات الجامعة»، مع مطلع القرن العشرين، لكن إرادة النخبة الوطنية فعلتها، وبتبرعات المصريين تم إنشاء أول جامعة مدنية فى مصر عام 1906 لتكون منارة للعلم على مر العصور.
ومن الجامعة «الأهلية»، التى أصبحت فيما بعد «جامعة القاهرة»، واصل المصريون صنع «أسطورتهم الذاتية» مع التبرعات بإنجاز عدد كبير من أهم المشروعات التنموية والتعليمية والطبية فى أنحاء البلاد، وصلت إلى دعم المجهود الحربى خلال الحروب الثلاث التى خاضتها مصر.
وبـ50 قرشاً فقط من كل مواطن، و5 جنيهات عن كل فدان، استطاعت أن تحقق حلم بناء أكبر صرح طبى فى الشرق الأوسط لعلاج أمراض الكلى وجراحة المسالك البولية بالمنصورة، تعترف به منظمة الصحة العالمية، يقدم خدمة طبية مجانية لحوالى 92% من رواده.
وفى القاهرة زرعت تبرعات المصريين الأمل فى نفوس آلاف الأطفال المصابين بالسرطان بإنشاء مستشفى عالمى هو «57357» كان الشيخ الشعراوى أول من تبرع له، ليتم افتتاحه رسمياً عام 2007.
وفى أسوان، أنجزت التبرعات مركزاً عالمياً لجراحات القلب، هو مركز مجدى يعقوب الذى يقوده الجراح المصرى العالمى منذ 2009.. وغيره الكثير من المشروعات الكبرى التى اعتمدت على تبرع المصريين.
«الوطن» ترصد فى هذا الملف «حكاية شعب» ما زال يبهر العالم، بزراعة الأمل وتحدى شح الإمكانيات وأسوأ الظروف.