بروفايل| «يعقوب» زارع الأمل فى القلوب
مجدى يعقوب
«ثمانينى» بملامحه المبتسمة دائماً، يزرع الأمل فى صدور الغلابة، فتطيب قلوبهم، ينادونه بـ«السير»، و«البروفيسور»، بينما يستحق ما هو أكثر وأكبر، من العالمية إلى أسوان، بوابة الجنوب على شريان مصر النابض، قرر أن يُسخر علمه لمداواة البسطاء، إنه مجدى حبيب يعقوب، الشهير بـ«مجدى يعقوب».
من مواليد 16 نوفمبر 1935 بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لعائلة قبطية أرثوذكسية، فيما ترجع أصوله إلى «المنيا»، إنه صاحب مؤسسة مجدى يعقوب الخيرية التى أنشأت مركز أسوان لأبحاث وأمراض القلب، الذى يُعد أفضل المشروعات الخيرية الطبية فى الصعيد، فهو يعالج قلوب الجميع بالمجان، لا فرق عنده بين غنى وفقير، أو بين وزير وغفير الكل عنده «حالة» فى حاجة لـ«مشرطه». مع بداية 2009 ومع توقيع مؤسسة يعقوب عقداً مع هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية بحق انتفاع لمدة 30 عاماً لإقامة المركز بمستشفى أسوان التعليمى، تم تخصيص جزء من المستشفى من قبل وزارة الصحة بالاشتراك مع المحافظة لإجراء عمليات القلب المفتوح وعيوب القلب الخلقية فى أسوان باستخدام أحدث الأجهزة الطبية، وبالمجان عن طريق تبرعات المصريين والأجانب، كل ذلك لأن «يعقوب» يعشق مصر وتراب أسوان، ويعيش فيها منذ مدة بجزيرة وسط النيل، حيث الماء والهواء والمنظر الخلاب للنهر فى الجنوب، يستمتع بالطبيعة ليلاً ويجرى جراحات القلب للجميع نهاراً برفقة طاقم طبى مصرى معاون، بعد أن نقل لهم خبرته الطويلة فى التعامل مع القلوب.
درس «يعقوب» الطب فى جامعة القاهرة، وتعلم فى جامعة شيكاغو وانتقل بعدها إلى بريطانيا عام 1962 ليعمل بمستشفى الصدر بلندن ليصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد (من 1969 حتى 2001) ومديراً لقسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992)، عُين أستاذاً فى المعهد القومى للقلب والرئة عام 1986، ومن ذلك الوقت اهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب، وفى 1980 أجرى عملية نقل قلب للمريض دريك موريس الذى كان أكبر مريض أجريت له عملية نقل قلب فى أوروبا حتى موته فى يوليو 2005، وأجرى «يعقوب» العديد من عمليات القلب للمشاهير، منهم الكوميدى البريطانى إريك موركامب، فمنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس فى عام 1966، ويطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب «ملك القلوب».
ومع وصول «يعقوب» لسن الـ65 عاماً اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشارى ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء، إلا أنه فى 2006 قطع اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع فى مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعى، لأنه لم يُزل القلب الطبيعى فى عملية الزرع السابقة التى أجراها.
لم يقف دوره عند طب القلوب، فشارك فى جراحة عاجلة على المستوى السياسى، بوجوده فى لجنة الخمسين التى وضعت دستور مصر 2014، وفى ظل عطائه واصل حصد الألقاب والجوائز العالمية، حتى حصل فى 2015 على لقب أسطورة الطب فى العالم ضمن أكبر خمس شخصيات طبية أثرت فى تاريخ الطب.