هناك عالمان عملاقان متنافسان منذ قديم الأزل للأبطال الخارقين، وهما شركتي "دي سي كوميكس" و"مارفل"، كل شركة لديها عالمها الخاص الكبير والمتشعب للغاية، وكثيرًا ما تنافست الشركتان بطرق مشروعة في كسب ود القارئ، أو بطرق غير مشروعة بسرقة الرسامين والمؤلفين من بعضهم البعض.
مع بداية ظهور السينما وداعب الخيال الجميع تجسيد هؤلاء الأبطال على الشاشة الكبيرة، لعب الكثيرون دور الأبطال وتأخرت "مارفل" كثيرًا عن رفيقة دربها "دي سي" التي بدأت في إنتاج أفلام لأحد أشهر أبطالها الرجل الفولاذي، سوبر مان.
إلا أن مارفل المتأخرة وبعد العديد من المحاولات المتناثرة في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، قررت الانتفاض وبدء عالمها الخاص مع فيلم الرجل الحديدي في العام 2008، بميزانية إنتاج ضخمة، وترقب هل سوف يفشل الحلم أم سوف يستمر؟، وبالفعل نجح الفيلم نجاحًا غير عادي ليفتح المجال لغزو الأبطال الخارقين لعالم السينما في عالم متشابك شديد التعقيد للغاية.
ومع هذا النجاح المذهل، والذي وصل لـ12 فيلمًا مترابطًا في قصة كبيرة، وفي انتظار الفيلم الجديد أدركت "دي سي" أنهم بحاجة لاقتحام عالم السينما بتشابك علاقات أبطالهم، وخاصة أن شخصياتها غزيرة ومتنوعة.
وكان الاختيار هنا بعد ثلاثية أفلام باتمان التي أخرجها كريستوفر نولان، والتي تميزت بالواقعية الشديدة، هل نكمل في المضمون الناجح، أم نعود إلى سياق العالم الخيالي الذي يسمح بأي شيء وبكل شيء.
العالم الذي صنعه القائمون على شركة "مارفل" عالم قائم على السخرية، حتى أن التصوير يعتمد على ألوان مبهجة، جميع الأبطال يملكون خفة ظل، وكثيرًا ما تبتسم أو تضحك على الإفيهات المتبادلة بين الأبطال حتى في عز أزمات الفيلم.
القائمون على "دي سي" في الناحية الأخرى، حاولوا الخروج من هذا القالب واعتماد نموذج يجمع بين الواقعية والخيال، فتجد أبطال "دي سي" مهمومين يحملون حمل العالم بأسره فوق أكتافهم، تجد نظرات الشفقة والحزن والغضب تجتاحهم وهم يدافعون عن الأرض التي سوف تفنى في أي لحظة.
حينما تقارن بين جدية "دي سي" وسخرية "مارفل"، تجد نفسك تلقائيًا تميل أكثر إلى "مارفل"، وعلى الرغم من أنه من المبكر الآن الحكم على مشروع "دي سي" بالكامل، وخاصة بعد الفيلم الأخير الناجح جماهيريًا حتى الآن بشكل هائل، وهو Batman v Superman: Dawn of Justice، إلا أن قصته مفككة وكأنه محاولة لفرد العضلات وتعريف الجمهور أنهم أيضًا يملكون العديد من العوالم المتشابكة، وأن عالمهم أيضًا من الأبطال الخارقين قادر على المنافسة وحصد الملايين.
ويظل السؤال هل بالجدية والكآبة وحمل هموم العالم فوق رأسه، يستطيع "سوبر مان" من أن يقهر "أيرون مان"، الساخر الأناني في أحيان كثيرة، والذي يتصرف طبقًا لشهواته في العديد من الأمور، هذا ما سيوضح لنا الفيلم القادم من عالم "مارفل" Captain America: Civil War.