محمد فراج: «هيبتا» حمل كل عناصر النجاح والدور الذى قدمته يغرى أى ممثل
محمد فراج
لم تنجح ملامحه فى تقييد قدراته التمثيلية داخل حيز معين، ولكنه استغلها جيداً خلال مشواره على الساحة الفنية، والذى لم يتجاوز 10 سنوات، ليقدم مجموعة من الأعمال التى أثبتت قدرته على التصدى لنوعيات مختلفة من الأدوار، لتكشف عن قدرات الفنان الشاب محمد فراج، الذى تتأرجح أدواره بين البطولة المطلقة، والأدوار المساعدة، لتكشف اهتمامه بالشخصية الدرامية، أكثر من اهتمامه بترتيب اسمه على «تترات» الأعمال الفنية، وما بين قصة كفاح «رجب فرخة»، فى مسلسل «بدون ذكر أسماء»، أو ضعف «حمادة الفار» فى فيلم «قط وفار»، أو المدمن المنحرف «على الروبى» فى مسلسل «تحت السيطرة»، تتنوع شخصيات محمد فراج، التى قدمها فى 25 عملاً فنياً، وفى حواره لـ«الوطن»، يتحدث عن المرحلة الجديدة فى مشواره، ومشاركته فى فيلم «هيبتا» للمخرج هادى الباجورى، إضافة إلى دوره فى فيلم «الوجه الحسن»، للمخرج يسرى نصرالله، إلى جانب تأكيده على تميز مسلسل «الميزان»، الذى يشارك به فى سباق الدراما الرمضانية المقبل
■ كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «هيبتا»؟
- عرض علىّ المخرج هادى الباجورى المشاركة فى العمل، ووافقت على الفور، خاصة أن العمل مأخوذ عن رواية ناجحة على المستوى الأدبى، وحققت أعلى نسبة مبيعات، فتحمست للموافقة.
■ وهل توقعت نجاح تجربة «هيبتا» قبل طرحها فى دور العرض؟
- الفيلم تتوافر فيه جميع عناصر النجاح، خاصة مع وجود مجموعة كبيرة من النجوم الذين يسهمون فى إضافة نوع من الزخم الفنى للعمل، والذى أصبحنا نفتقده فى الآونة الأخيرة، وسعيد بمشاركتى معهم فى الفيلم الذى أعتبره مغرياً لأى ممثل.
■ وماذا عن مشاركتك فى فيلم «الوجه الحسن»؟
- انتهيت من تصوير دورى بالكامل فى فيلم «الوجه الحسن»، والفيلم كان بمثابة فرصة مغرية بالنسبة لى، بعيداً عن مساحة الدور، وكنت متحمساً لتقديم الشخصية، خاصة مع السيناريو المختلف، بما يحمله من حالة إنسانية، والدور الذى أعتبره يضيف جديداً للشخصيات التى أقدمها، بداية من الشكل، ومروراً بالتفاصيل والسلوك، وانتهاء بالمواقف التى يمر بها، وطريقة تعامله معها.
■ وكيف كان التعامل مع المخرج يسرى نصرالله فى هذا الفيلم؟
- المخرج يسرى نصر الله هو من رشحنى للدور، حيث تلقيت مكالمة تليفونية منه، وكنت سعيداً جداً بالتواصل معه، لأن الفيلم هو التعامل الأول فيما بيننا، خاصة عندما يسعى مخرج بحجمه لمشاركتى فى فيلم يحمل بصمته الإخراجية، وأن يحرص على التواصل معى بنفسه، مما جعلنى أحترمه بشكل أكبر، ثم حدد موعداً شرح لى فيه الفكرة، وقرأت السيناريو، وقررت بعدها مباشرة تقديم الفيلم، حيث تُعد تلك التجربة مغرية للغاية، بداية من اسم المخرج، وفريق عمل الفيلم: ليلى علوى، ومنة شلبى، وصابرين. والجميل أننى أعمل مع تلك المجموعة للمرة الأولى.
■ وهل هذا الكم من التجارب الجيدة سواء الحالية أو السابقة يجعلك أكثر حرصاً فى اختيار أعمالك؟
- أنا أختار أعمالى التى أشارك فيها بدقة شديدة، ومنذ بدايتى فى العمل الفنى أقف ضد فكرة أن أنتشر أولاً، ثم أبدأ فى اختيار أدوارى، بتقديم أعمال سطحية أو تافهة سعياً وراء المال أو الشهرة، وهو ما لا يناسب شخصيتى من البداية، لذلك أرفض تلك الأعمال وأنا أضع «رجل على رجل»، وبالفعل منذ دخولى عالم الفن، رفضت أعمالاً أكثر من الأعمال التى قدمتها، فأنا أحاول دائماً أن أؤسس لتاريخى ووجودى بأعمال قوية من حيث تأثير الدور وعمق الشخصية فى الأحداث، وبعيداً عن الاختيار فأنا أبحث عن التنوع والاختلاف، فهنا يكمن سحر الممثل، فى أن يقدم الشخصيات بمختلف أشكالها وقصصها، ومتعة التمثيل بالنسبة لى تكمن فى دخولى لتلك الشخصيات، وكلما تنجح الشخصية تزيد مسئوليتى، وتضع أمامى سؤال: «ما المقبل؟».
■ هل ما زلت محتجزاً فى شخصية «على الروبى» بعد الصدى الذى حققته مع الجمهور فى «تحت السيطرة»؟
- على العكس تماماً، استطعت أن أخرج من تلك الشخصية، ولكن تفاعل الناس مع تلك الشخصية يجعلنى أحاول أن أقدم أداء أعلى فى الأعمال المقبلة، حتى لا أظل حبيس شخصية «على»، وإذا لم أفعل ذلك أكون ممثلاً غبياً، فما المفيد عندما أقدم شخصية تحقق نجاحاً كبيراً ولا أستطيع أن أقدم بعدها أى عمل على نفس المستوى؟ خاصة أن «تحت السيطرة» نقلنى من منطقة إلى منطقة أخرى لها مقاييس ومعايير نجاح مختلفة، وتحتاج وجهة نظر أعمق وأشمل، وتركيزاً على أعلى مستوى.
■ وكيف ترى تجربتك التليفزيونية لرمضان المقبل بمشاركتك ضمن أبطال «الميزان»؟
- أتعاون مع المخرج أحمد خالد موسى، فى مسلسل «الميزان»، خلال موسم الدراما الرمضانية المقبل، خاصة أنه من المخرجين الجيدين، ونجح فى ترك أثر قوى من خلال مسلسل «بعد البداية» فى رمضان 2015، بجانب أن فريق عمل المسلسل مميز جداً، وعلى مستوى السيناريو، قدّم الكاتب باهر دويدار شخصيات مرسومة بشكل جيد، بالإضافة إلى المنتج طارق الجناينى الذى يعى دوره كمنتج للعمل خارج حدود اعتباره مجرد ممول له، فعلى العكس تخرج أعماله بشكل محترم، بسبب خبرته فى آليات العمل الفنى، وهو ما يطمئننى كممثل، والدليل على ذلك أعماله التى استطاع أن يحقق فيها نجاحاً ملحوظاً على مدار السنوات القليلة الماضية.
■ وما تقييمك لتجربة فيلم «خانة اليك» الذى طُرح منذ عدة أشهر؟
- تلقيت ردود فعل جيدة حول دورى فى فيلم «خانة اليك»، مع المخرج أمير رمسيس، وأكثر شىء أسعدنى هو أن الجمهور يرى هذا العمل مختلفاً فعلاً، سواء من حيث الفكرة أو التناول السينمائى الجديد، وهو أكثر شىء كنت أراعيه، فهذا القدر من الاختلاف مهم، بعدما ضجرنا من «الكلاشيهات» المعتادة، فقدمنا فى الفيلم شكلاً سينمائياً مختلفاً يفتح الباب لنوعية جديدة من الأعمال، بعيداً عن الأداء، والإخراج، والإنتاج الجيد.
■ جمعتك علاقة خاصة بالمخرج تامر محسن فهل تنوى تكرار التعامل معه فى مشاريع مقبلة؟
- كل أعمال تامر محسن الإخراجية كنت أحد عناصرها التمثيلية، وأتمنى أن أعمل معه بشكل أكبر من ذلك، فى كل الأعمال التى يقدمها، كما تجمعنى به علاقة مميزة، ليس على الجانب العملى فقط، بل على المستوى الشخصى والإنسانى، ونستطيع أن نفهم بعضنا بشكل جيد وسريع، وهو من رشحنى للمشاركة فى فيلم «قط وفار»، ومسلسل «تحت السيطرة»، الذى وافقت على المشاركة فيه قبل معرفة طبيعة الدور ومساحته أو التفاصيل التى يهتم بها أى ممثل قبل أن يوافق على الدخول فى مشروع فنى، فأنا أثق فيه لأبعد الحدود وأعمل معه وأنا «مغمض»، فهو يُعد من أهم المخرجين السينمائيين فى الجيل الحالى.
■ وهل أنت من أنصار التعامل مع مخرج واحد يكتشف مناطقك التمثيلية المختلفة أم تفضل تنوع المخرجين؟
- أنا كممثل أحب التنوع، والعمل مع كل المدارس، ولكن هذا لا يمنع أن أميل لأشخاص بعينهم، خاصة إذا كانت رؤيتهم تتوافق مع رؤيتى، ونقدم أعمالاً جيدة معاً، بالإضافة إلى سعادتى بالـ«CV» الخاص بى، والأسماء التى تعاونت معها، سواء مع المخرجين الكبار أو المتميزين من الشباب، وتظل هناك عوامل مهمة تقع على عاتق الممثل لتطوير أدائه التمثيلى، أهمها تحديث مستمر للموهبة من خلال المشاهدة المستمرة والقراءة التى تعمل على صقل وتطوير الموهبة.