شاركت فى مؤتمر مهم لمناقشة أساليب وطرق القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز والتحريض على الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، نظمته جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بمدينة دبى، شارك فيه عدد من منظمات المجتمع المدنى العربية وتم استعراض العنصرية والكراهية فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى التطرف والتطرف العنيف، وكان الهدف الأساسى ينحصر فى اثنين لا غير، الأول كيف نؤسس لعمل مستدام للمجتمع المدنى بهدف مكافحة التعصب والعنصرية وكافة أشكال التمييز والتطرف والتطرف العنيف، وهذا المصطلح جرى استخدامه فى أدبيات الأمم المتحدة، أيضاً العمل على نشر قيم التسامح والقبول بالآخر، الثانى هو حث الدول العربية على إصدار تشريعات تجرم الكراهية والتحريض عليها وعلى التطرف والعنف لأسباب عنصرية، سواء كان النوع الدين أو المعتقد أو اللغة أو الجنس أو المذهب، لا سيما أننا لدينا نموذج عربى هو قانون الإمارات العربية المتحدة الذى سبق أن صدر بإنشاء جريمة الكراهية والعنصرية والعقاب عليها.
وقد ناقش المشاركون ورقات عمل حول ظاهرة التعصب والكراهية فى المنطقة العربية، الأسباب والدوافع وأثرها على التمتع بحقوق الإنسان لكل الأفراد أو الجماعات، ثم بالطبع الموضوع الأساسى الخاص بالمنطقة العربية وهو دور الخطاب الدينى وتأثيره على خطاب الكراهية والعنصرية والمذهبية، أيضاً دور المؤسسات الدينية الرسمية فى تحديث الخطاب الدينى لكى يكون حجر الأساس فى مكافحة جرائم الكراهية والعنصرية، أيضاً تم استعراض استراتيجية الأمم المتحدة لمنع التطرف والتطرف العنيف، وهى تتضمن أيضاً بالإضافة إلى دور الحكومات هناك دوراً للمنظمات غير الحكومية فى نشر الوعى بقيم التسامح وتعزيز واحترام قيم حقوق الإنسان ومكافحة التعصب والكراهية.
ومن خلال المناقشات وجماع الآراء التى تم إبداؤها توافق المشاركون فى هذا المؤتمر على إصدار إعلان بالمبادئ والأسس التى تم الاتفاق عليها وتم إصدارها فى إعلان، وقد تم إعلانه باسم إعلان الإمارات بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز والتحريض على الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، الذى تضمن 11 مادة أكد خلالها على القيم الإنسانية المشتركة، التى وردت فى ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق حقوق الإنسان والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، التى أكدت على حريات الرأى والتعبير وحرية الاعتقاد والحريات الدينية وعدم التمييز بين المواطنين على أى أساس، ثم حظر ممارسة الدولة أو مؤسساتها والأفراد والجماعات أو تعرض شخص أو فئة لأى تمييز على أساس الدين أو المعتقد.
وتحدث الإعلان أيضاً عن التزام الدول باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية الملائمة لتجريم وعقاب كل عمل أو قول أو دعوة أو تصرف، مهما كانت الوسيلة المستخدمة، يحرض على تبنى أو ترويج الأفكار القائمة على الكراهية والعنصرية،
أيضاً أن تتخذ الدول تدابير تشريعية وإدارية فعالة لمنع واستئصال أى تمييز ومكافحة كافة أشكال التعصب القائم على أساس الدين أو المعتقد أو المذهب، ووجوب معاملة ضحايا التمييز والتعصب معاملة إنسانية تضمن كرامتهم وإنصافهم وتمكينهم من الوصول إلى آليات العدالة والحصول على الإنصاف الفورى.
وقد أوصى المشاركون أن تعمل الدول العربية على تعزيز دور المجتمع المدنى للقيام بدوره فى نشر قيم التسامح ومكافحة العنصرية والكراهية، وتقديم مشروع اتفاقية للجامعة العربية لاعتمادها وخلق آلية إقليمية تساعد فى مناقشة التقارير التى ترصد فيها منظمات المجتمع المدنى دعوات الكراهية والعنصرية، لذلك تم الاتفاق بالإجماع بين المشاركين على خلق تحالف بين المنظمات المدنية فى الدول العربية لمكافحة التمييز والعنصرية وجرائم الكراهية والتطرف العنيف، هذا المؤتمر مهم جداً ونتائجه لو تم تنفيذها تساعد فى مكافحة جريمة الكراهية.