في عام 1997 نشرت خبرا حصريا في صحيفة الأسبوع المصرية، عنوانه "عمر عبدالرحمن: أتنمى أن أموت وأدفن في أرض مصر"، حينها كان الشيخ الضرير يقضى عقوبة السجن مدى الحياة في أحد سجون ولاية نورث كارولينا الأمريكية، بعد أن أدين بالتحريض على العنف رغم براءته من تهمة تفجيرات نيويورك عام 1993، كان مصدر الخبر هو منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية، الذى ظل يتواصل مع الشيخ الضرير ويدافع عنه سنوات طويلة داخل وخارج مصر.
الخبر أحدث ضجة كبيرة في الأوساط الإسلامية حينها، وكذبه بعض "المتنطعين" واتهموا "الزيات" بفبركة التصريح على لسان الدكتور السجين، وقالوا إن فقيه وداعية إسلامي بحجم الدكتور عمر عبدالرحمن لايمكن أن يطلب الموت والدفن في أرض مصر أو أرض غيرها بعينها، استنادا إلى أوهام شرعية تقضى بعدم تمنى الموت أو الدفن في أرض بعينها دون أخرى"، وبعد حوالى 19 عاما من نشر هذا الخبر ثبتت صحته، فقد مات عمر عبدالرحمن في محبسه في أمريكا، وعاد جثمانه إلى مصر ليدفن في مقابر أسرته في مسقط رأسه بمركز الجمالية محافظة الدقهلية تنفيذا لوصيته.
وفاة الدكتور "عمر" الذى عرف بمفتى الجماعة الإسلامية في مصر ـ كفر السادات ومن قبله جمال عبدالناصر واعتقل بسبب افتائه بعدم جواز الصلاة عليه بعد وفاته في سبتمبر 1970 ـ أشعلت حرب سفهاء الفيسبوك، الذين استطاعوا صناعة حالة من الجدل بدأت بتداول شائعة تقول إن السلطات المصرية لن تسمح بدخول جثمان عمر عبدالرحمن إلى مصر، وهو ما ثبت كذبه، ليصل الجثمان إلى مطار القاهرة ويتسلمه أولاد الشيخ ويتم نقله إلى الدقهلية والصلاة عليه في مسقط رأسه ودفنه في مقابر الأسرة، ليستمر التراشق الموسمي بين الإسلاميين والتيارات الأخرى عند رحيل أي شخصية عامة، فإذا كان الراحل قوميا أو علمانيا أو يساريا أو ناصريا، يبادر الإسلاميون بنعته بأحط الصفات في شماتة واضحة نهى عنها الإسلام تماما، وإذا كان الراحل إسلاميا نعته خصومهم بأشنع الصفات.. لتستمر حرب سفهاء الفيسبوك بعيدا عن أي قيم وأي دين وأي عرف.