هو تاريخ اغتيال الكاتب فرج فودة الذى واجه بفكره وكتاباته صناعة التطرف والتكفير والاتجار بالإسلام للتصفية والإقصاء، وسقط ضحية لعنفها ودمويتها.
هو تاريخ القتل على الفكر الذى مارسته مجموعات متطرفة وتكفيرية وفى سياق عمليات عنف أشمل تضمنت القتل على الهوية الدينية للأقباط والقتل على السياسة فى سياق مواجهات مع نظام الاستبداد السابق.
هو تاريخ التواطؤ فى القتل بالتبرير والامتناع عن الإدانة والصمت، هذا التواطؤ الذى مارسه العديد من الكتاب والسياسيين المحسوبين على مساحة اليمين الدينى إن تردداً أو خوفاً أو نزوعاً للتكفير بالقلم وبالقول ومن ثم قبولاً صامتاً للقتل وللتصفية الجسدية.
هو تاريخ تلته تواريخ ومحطات ظلامية أخرى طالت بها صناعة التطرف والتكفير مفكرين وكُتاباً آخرين أعملوا العقل النقدى ومارسوا حرية التعبير عن الرأى والفكر كالراحل العظيم نجيب محفوظ الذى تعرض لاعتداء جسدى سافر من التكفيريين والراحل العظيم الآخر نصر حامد أبوزيد الذى اضطر لمغادرة مصر والإقامة بالخارج للحفاظ على علاقته الزوجية بعد أن رُمى بالكفر وطلقت زوجته منه ضد إرادتها وإرادته.
8 يونيو 1992 هو تاريخ مر عليه أكثر من عقدين كاملين وما زالت صناعة التطرف والتكفير تحيط بمجتمعنا من كل جانب. عقدان كاملان وتغيرات مجتمعية وسياسية جذرية وما زالت مجموعات التكفيريين وممارسى العنف تهددنا وتقضى على فرص السلم المجتمعى.