وضعت الدجاج في حلة كبيرة وقطعت عليه بصلاً وجزراً وفلفلاً وطماطم وأشياء أخرى ثم تركته يأكل بعضه بعضا، بعد ذلك وضعت قليلا من الأرز في حلة أخرى مع قليل من الزيت وصرت أقلبه حتى احمّر، ثم وضعت ما تبقى من الكيس وصببت فوقه الماء حتى يستوي. أخرجت الدجاج من الحلة ووضعته في صنية سوداء كبيرة ومعه قطع البطاطس وأدخلتهما في الفرن، وأخذت في عمل سلطة الخضار حتى استوى الجميع، وجاء دانيال.
أنجزت الطعام في أقل من ساعة ونصف، كيف؟ لا أدري! قد تكون إمكانيات المطبخ قد ساعدتني على إتمام هذه المهمة بهذه السرعة، فالبوتوجاز قوي وشديد الحرارة، به شعلات أربع، يعمل بالكهرباء، وله فرن متدرج الحرارة ومتنوعها، وأدوات المطبخ من سكاكين وأطباق وحلل كلها كانت متوفرة، إضافة إلى ما أحضرته معي من بهارات مصرية جعلت للطعام نكهة مختلفة عما اعتاده أصدقائي الجدد.
نعم أصدقائي الجدد؛ فقد صرنا منذ هذه اللحظة أصدقاء، هكذا قال دانيال وأيده في الرأي سباستيان. لقد فتح الطعام شهية الكلام عند دانيال، وراح يتحدث إلي بود، تساءل قائلا: ستظل تطبخ لنا طوال مدة بقائك معنا أليس كذلك! أجبت باسما: ولم لا. وعقّب: ما أسعدنا بك!
وما أسعدني كذلك، لقد أزالت عني كلمات الثناء آلام اليوم بأكلمة، أزالت عن تعب المشي ثمانية كيلومترات حتى كادت أن تتورم قدماي، أزالت عني تعب الوقوف في المطبخ، والخوف ألا يعجبهم طعامي، كم رائعة هي تلك كلمات الثناء، تزيل الألم، وتبعث في النفس الأمل، سأطبخ لهما بكل سرور.