ظاهرة «الوكلاء» ليست جديدة على مجتمعنا، لكنها زادت من خلال مواقع السوشيال ميديا.. ظاهرة بدأت تفرض نفسها على العديد من قضايا المجتمع بمناسبة ومن دون مناسبة.
«الوكلاء» هم تلك الفئة «الطفيلية» التى يشكلها أشخاص يُدلون بتصريحات تجعلهم يبدون وكأنهم المتحدثون الرسميون بأسماء أطراف ما. إنهم يريدون منحنا انطباعاً، أيضاً، بأنهم وسطاء بين تلك الأطراف من جهة، وبين المجتمع أو وسائل الإعلام المتعددة من جهة أخرى. وهم فى سبيل ذلك لا يتورعون عن استخدام «التحريم الدينى» و«المصادرة الفكرية» باسم الأطراف التى يتحدثون بأسمائها.
الطريف فى الأمر أن هؤلاء الوكلاء المزعومين يتحدثون فى كثير من الأحيان باسم أحد أطراف القضايا المثارة دون علم الطرف نفسه.
نعم، لم يوكلهم أحد للحديث نيابة عنه، ولكنهم يظهرون ويفتون ويتحدثون، وهكذا فإن تلك الفئة تعتمد فى مقومات بقائها على بعض المحاولات «الرخيصة» فى التقرب من طرف ما والدفاع عنه، من وجهة نظرهم، بقدر من العشوائية والفوضوية، التى تؤدى فى نهاية المطاف إلى توجيه رسالة ربما تكون على النقيض من رسالة صاحب القضية نفسه. بعض الوكلاء الذين نتحدث عنهم يسوقون كثيراً من التبريرات والدلالات لتأكيد مقومات بقائهم، بالإضافة إلى أن بعضهم يملك العديد من الإجابات سابقة التجهيز، ويرددون المصطلحات الجوفاء، وعلى رأسها بالقطع: العمالة والخيانة.. كى يتم تصوير مَن يختلف مع «الطرف الذى يدافعون عنه» بما ليس فيه. أضف إلى هذا ما يتم التصريح به أو كتابته ونشره فى وسائل الإعلام لمواجهة مَن يختلفون معه. وهى تصريحات توحى بمدى تأثير هؤلاء الوكلاء وسطوتهم، وكأنهم طرف الخلاف الأساسى. كما يقوم بعض الوكلاء المزعومين باستخدام أحد الأساليب التى تجد صدىً شعبياً لدى الرأى العام المصرى، على غرار اختزال الخلاف فى أشخاص محددين من خلال الحديث فى «أدوار مشبوهة»، ضمن سياق الاختلاف.
إنها ظاهرة الوكلاء الجدد أو الوكلاء المزعومين الذين أصبحوا يتحدثون فى كل شىء فى حياتنا، لقد أصبحوا الأعلى صوتاً وشجباً وصخباً. إنها ظاهرة تستحق أن نقف أمامها.. خاصة بعد أن أصبحت تضم كثيراً من الفئات يمثلون جميع الاتجاهات، رجال دين، وصحفيين، وكتاباً، ورجال أعمال، ومَن يدعون أنهم من رجال الأعمال.
إن المشهد بهذا الشكل يميل بقدر كبير للعشوائية والفوضوية التى تسبب فيها الوكلاء المزعومون لكى يكون لهم دور فيما ليس لهم. وهو ما يضمن لهم البقاء والاستمرار والوجود لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.
نقطة ومن أول السطر:
«ظاهرة الوكالة الحصرية للفكر والدين والسياسة».. هى ظاهرة سلبية فى كل الأحوال. كما أن الوكلاء الجدد هم الذين أفسدوا الحياة فى مصر سواء بأفكارهم المضللة أو بفتاواهم الموجهة أو بآرائهم المرتبطة بمصالح محددة.