طالما وجودك مضمون ليه أهتم.. عن قيمة العلاقات والأشياء أتحدث
من فترة حصلت مشادة فى مناقشة عتاب بينى وبين واحدة قريبتى، وكانت المحادثة بينا كالتالي: أنا: "إنتى ليه مش بتسألى عنى زى ما أنا بسأل؟!"
هي: " كنت تعبانة وعلى فكرة أنا مَش بكلم حد أصلاً، إيه مشكلتك؟!"
أنا: "على فكرة أنا كنت بكلم فلانة وعرفت إنك بتتصلى بيها على طول وعرفت منها إنك تعبانة فاتصلت، لكن اللى زعلنى منك إنها بتقول لى إنك على اتصال بيها على طول"
هي: "المفروض متزعليش، أنا بسأل عليها علشان هى غريبة، إنتى موجودة فى أى وقت وفى أى مناسبة عائلية ممكن نتقابل، فعادى يعنى!
(صوت جردل مياه ساقعة نزل عليه "تشششششش" بجد مش هزار)
صاعقة مع ذهول فى نفس الوقت يعنى المبدأ عند بعض الناس دلوقتى فى العلاقات هى ضمان وجود الشخص من عدمه، أو طبعاً فى بعض الأحيان بيكون ضمان وجود المصالح، يعنى لو مش محتاجك فى حاجة هتبقى علاقة زى الشبح ملهاش وجود، زى المثل البلدى زمان "خلصت حاجتى من عند جارتى".
حتى فى العلاقات الأسرية؟! أنا مش بقول كده على كل الناس، أكيد فى ناس عارفة الأصول كويس قوى وعارفة المعنى الجميل اللى بتحمله "صلة الرحم"؛ بس للأسف معظم العلاقات أصبحت علاقات مصلحة فقط لا غير.
بس السؤال هنا؛ هل دى طباع بشرية؟ هل إحنا مخلوقين كدة؟!
لقيت نفسى حيرانة وبدأت أقرأ على الإنترنت، آه الله الموضوع كبر معايا من كتر ما أنا زعلانة لقيت إن فى مقالات كتير بتشرح هو ليه الإنسان ممكن يحس بألا قيمة للأشياء أو حتى الأشخاص.
مثلاً إحنا ممكن نكون لابسين چاكيت فى عز ما الدنيا برد وبالنسبة لنا الموضوع عادى وطبيعى، وأول ما ننسى الچاكيت ده وإحنا نازلين من البيت ومنبقاش عارفين نرجع تانى علشان نرجعه بنحس إن الدنيا برد جداً وإن فى حاجة ناقصة وكأن الچاكيت ده بيكمل جسمنا رغم إننا مخلوقين من غيره، بس الموضوع عندنا بقى فى " كيمياء الأعصاب" زى ما قال "مصطفى محمود" إحنا أعصابنا بتشعر بالانتقال ولكن لا تشعر بالاستمرار.
وطبعاً المقولة دى صح مليون فى المية. على سبيل المثال ممكن رجل يفضّل يحب خطيبته و يزيد الحب بعد كتب الكتاب و يوصل لأعلى القمم بعد أول أسبوع جواز، و ده طبعاً علشان كلها مراحل انتقالية لكن لما الجواز بيستمر الحب بيقل لأنه بقى عارف إنها بقت موجودة خلاص، وإن الجواز هو آخر مرحلةً أو زى ما بيقولوا Game over علشان كده ممكن تنتقل لحد المشاكل أو حتى الانفصال.
يعنى نقدر نقول إن بعض الأشخاص فى حياتنا بيبقوا مراحل، فى منها اللى بيعدى وينتهى وفى منهم اللى بيكمل، بس اللى بيكمل هو اللى عرف أصول اللعبة وبيعرف يتحكم فى الزراير، وممكن لما يزهق شوية يعمل pause مش exist.
الخلاصة، حافطوا على العلاقات سواء كانت عادية أو أسرية، وبلاش تخلوها مربوطة بالمصالح أو إنها مضمون وجودها، لأن لما بنخسر أى علاقة ومش بنعرف نرجع بنندم قوى.