لسان حال عمال التوصيل: أنا «دليفرى» لو وصلت فى ميعادى.. أتحرق
لسان حال عمال التوصيل: أنا «دليفرى» لو وصلت فى ميعادى.. أتحرق
طلب الطعام عبر خدمة التوصيل السريع، عادة ما يأتى على عكس توقعات المتصل الذى يحلم بوجبة شهية بعد طول انتظار، فمنذ بداية التعامل تظهر المشاكل، الأولى: طول مدة رد المطعم على العملاء تليفونياً أثناء طلب «الأوردر»، الثانية: تأخر وصول الطعام، فأحياناً كثيرة يتجاوز المدة المحددة مسبقاً للتوصيل، الثالثة: البقشيش، فعامل الدليفرى فى معظم الأحوال ليس معه «فكة»، الرابعة: سوء حالة الطعام «بارد ودون طعم»، وآخرها: خدمة العملاء التى لا يتسع صدر العاملين فيها لشكاوى العملاء، والعمل على حلها. يعتمد أحمد صابر، 28 عاماً، على الطعام «الدليفرى»، لكنه يعانى فى كثير من الأحيان: «الأكل مستحيل ييجى مظبوط، بييجى بارد، وتحديداً مع مطاعم الوجبات السريعة». تأخر الطلب قد يزيد إلى نصف ساعة: «أغلب المشاكل الأكل بيبقى بارد، وبيكون سابق تحضيره فى المحل علشان يطلع الديلفرى بالأكل على طول». يشكو «صابر» من بعض عمال «الدليفرى»: «فيه منهم شباب كويسين بيصعبوا عليّا، وفيه ناس بتبقى عايزة بقشيش وخلاص، مع إن بيبقى محسوب خدمة التوصيل». لاحظ اختلاف خدمة «الدليفرى» بحسب المنطقة: «أنا شغلى كان فى شبرا، ونقلت الشيخ زايد، الخدمة فى شبرا أسوأ من زايد».
العملاء يشكون من سوء الخدمة والعاملون يعتبرون أنفسهم مظلومين
«أوقات كتير الأكل بيوصل سيئ وبارد»، كلمات أحمد صبرى، الذى أكد أن طلب البيتزا تحديداً يأتى بمجموعة من المشاكل، أبرزها التأخير: «كل عمال الدليفرى بيتأخروا عن الوقت اللى بيقولوا عليه». لا يجادل مع العامل حتى فى حال تأخره الشديد: «فيه منهم بيصعبوا عليّا وما بعرفش بيبقى معاهم كام أوردر، بس كتير منهم بجحين، بس الواحد مش بيصغّر نفسه معاهم».
عدم الدقة ووصول طلبات مختلفة عن المطلوب هو ما يعانيه محمد سعيد مع خدمة التوصيل: «يعنى تبقى طالب فتة شاورمة، تلاقى اللى جاى سندوتشات»، بخلاف مشكلة التأخير: «لو الأوردر وصلنى متأخر عن الميعاد اللى قالولى عليه برفض تسلمه». نظرة مختلفة يتبناها العاملون فى هذا المجال، ومنهم أحمد عجميستا، الذى يرى أن عامل الدليفرى مظلوم: «احنا بنتعرض لمشاكل كتير، مثلاً واحد يطلب أوردر تلاقى واحد ياخده منك فى أول العمارة، ويطلع ما تعرفش تجيبه، ولما بنسيب المكنة تحت وفيها أوردرات تانية، ممكن تنزل تلاقيها اتسرقت». سوء المعاملة أبرز مشاكلهم: «مش كل الناس زى بعضها، فيه اللى يكرمك ويكلمك كويس وفيه لأ، ولو فيه مشكلة مع المحل، ببقى أنا اللى فى وش المدفع»، أحياناً يكون التأخير مشروعاً بسبب الزحام، ولكن يلقى اللوم دائماً على العامل: «المشكلة فى الزمن ده، أن الناس كلها بتتلكك لبعض».
التأخير سببه الزحام، مبرر يسوقه محمد رضا، عامل دليفرى: «كل شغلانة لها صعوباتها، واحنا بنمشى فى البرد والحر والزحمة، وفى الآخر ممكن توصل الطلب وناس ما ترضاش تاخده».