الناقدة خيرية البشلاوى: المنتج وجد من يشترى «بضاعته».. فتمادى فى عرضها
انتقادات لاذعة وجهتها الناقدة الفنية خيرية البشلاوى لكل من الجمهور ومنتجى الأفلام السينمائية، وقالت إن الثورة لم تصل إلى السينما بعد، وإن ما تقدمه السينما الآن يمثل انعكاساً للانحطاط الأخلاقى والثقافى الموجودين فى المجتمع الآن، وأضافت أن المنتجين لا يكترثون بأى انتقادات توجه إليهم ما دامت أفلامهم تدر عليهم أموالاً طائلة، وأكدت على أهمية أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالسينما.
حوار: دارين فرغلى
■ نتحدث عن ما يقرب من 3 سنوات قامت خلالها ثورتان.. فهل تمكنت السينما من تقديم الواقع؟
- أنا أرى بشكل عام أن الثورة لم تصل إلى الفنون جميعاً إلا الأغنية، هى التى تأثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وأستطيع أن أضرب مثالاً بأغنية مثل «فلان الفلانى» التى أعتقد أن مؤلفها يجب أن يحصل على جائزة بل ونصنع له تمثالاً تعبيراً عن إعجابنا بها، وعلى الجانب الآخر نرى أغنية مثل «تسلم الأيادى» التى أرى أنه لا يوجد فيها إبداع كبير وقد يكون اللحن بها غير أصيل أيضاً لكنها أثرت فى الشعب المصرى كثيراً وتفاعلوا معها، أما فيما يخص السينما فلا أرى أنها تأثرت إيجاباً بالثورة.
■ هل ما تقدمه السينما له دور فى تراجع الأخلاق فى مصر؟
- لا، فأنا أرى أن هذا انعكاس للانحطاط الأخلاقى، والتعليمى، والثقافى، الموجود فى المجتمع، وهذا الأمر لم يحدث بالصدفة، فما نراه الآن سينما بلد ترتيبها الأخير فى مستوى التعليم، وهذا نتاج طبيعى لمجتمع عاش 30 أو 40 سنة من الإفقار، والجهل المتعمد.
■ هل التركيز على البلطجة فى الأفلام السينمائية له تأثير سلبى على المجتمع؟
- البلطجة أصبحت مهنة، وسلوكاً، ووظيفة، وأصبح لها رواج شديد، بل واستخدمها بعض السياسيين حتى يصلوا إلى مقاعدهم، لذا وجد الجمهور هذا النوع من الأفلام كوسيلة للهروب من واقع مرير يعيشه، ووجد المنتج من يشترى بضاعته تلك فتمادى فى عرضها.
■ هل الجمهور هو الذى يشجع المنتجين على تقديم هذا النوع من الفن؟
- نعم الجمهور هو الذى يريد ذلك، بدليل أنه بيدفع فلوس بمزاجه، وفى الوقت نفسه محدش بيروح الأفلام الجادة غير المثقفين الحريصين على مشاهدة فن جاد وراقٍ.
■ هل ترين أن على الرقابة أن تتدخل لوقف هذا النوع من الأفلام؟
- لا، أنا لست مع ذلك، ليس لأننى أوافق على هذه النوعية لكن لأن هذا الجمهور الذى يدفع ثمن التذكرة لمشاهدة هذه النوعية من الأفلام إذا وجد أنها ممنوعة عنه سيبحث عنها ليشاهدها، لذا يجب أن تكون هناك رقابة ذاتية من كل مواطن على نفسه.
■ على الرغم من الانتقادات اللاذعة التى يوجهها النقاد لهذه النوعية من الأفلام فإن منتجيها ما زالوا مستمرين فى تقديمها.. لماذا؟
- نحن لا نعنيهم فى أى شىء، فهؤلاء المنتجون يقولون لأنفسهم «مش مهم.. هو كام ناقد فى مصر مش عاجبهم أفلامنا، ولو مش عاجباهم مايدخلوش يتفرجوا عليها».
■ عالمياً.. ما تصنيف السينما المصرية الآن؟
- نستطيع أن نقول بكل أسف إن السينما المصرية الآن هى سينما عالم ثالث «هابطة».
أخبار متعلقة :
علم النفس والاجتماع يقول لكم: أفلام «ما بعد 25 يناير» ترسخ العنف.. وتهدم المجتمع
على أبوشادى: هوجة الأفلام الجديدة تحتاج إلى «رقيب صايع»
سكان العشوائيات: «مش كفاية اللى إحنا فيه هتخلونا تسليتكم فى العيد كمان؟»
الناقدة خيرية البشلاوى: المنتج وجد من يشترى «بضاعته».. فتمادى فى عرضها
السينما.. تاريخ طويل من حلم «العالمية» إلى أفلام «السبكية»
أفلام العيد.. «زمن الفن القبيح»