سائقو «كفر الزيات»: نودع أهلنا كأننا «رايحين نحارب»
حالة من القلق تسيطر على أصحاب سيارات النقل فى مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، بعد احتجاز ميليشيات ليبية مسلحة، أكثر من 20 سائقا مصريا، بعضهم من «كفر الزيات»، بهدف الضغط على الحكومة المصرية لإطلاق سراح ليبيين متهمين بتهريب أسلحة إلى مصر. والتقت «الوطن» عددا منهم، قالوا إنهم يعانون «الأمرّين» على الأراضى الليبية فى ظل صمت مريب من جانب الحكومة المصرية، على الرغم مما تردد عن أن جهات سيادية تفاوضت مع عدد من أعضاء رابطة السائقين وأصحاب السيارات، لإقناعهم بعقد جلسات عرفية مع مشايخ قبائل «أجدابيا» فى ليبيا، ومطالبتهم بالعمل على إطلاق سراح السائقين المحتجزين.
«المسافر إلى ليبيا مفقود والعائد منها مولود»، قالها عادل الديب، صاحب سيارة نقل، مشيراً إلى معاناة سائقى سيارات النقل الثقيل المصريين فى ليبيا، على الرغم من الاجتماعات واللقاءات المتعددة بين المسئولين فى مصر وليبيا، لوضع حد للانتهاكات التى يتعرضون لها.
وأشار الديب إلى أن الاعتداءات على السائقين المصريين العاملين فى ليبيا تتكرر بصورة لافتة، من قبل الميليشيات المسلحة الليبية التى تشكلت عقب ثورة 17 فبراير، وتتحكم كل منها فى منطقة محددة، ويمارس أفرادها البلطجة على السائقين، ويطالبونهم بدفع إتاوات من أجل مرور سياراتهم، وإلا يكون الضرب وربما القتل من نصيبهم.
وأضاف الديب أن شقيقه الأكبر «إبراهيم»، لقى مصرعه على يد هذه الميليشيات فى شهر مارس الماضى تاركا أسرة من 5 أفراد، وذلك لرفضه دفع الإتاوة لهم.
وائل شلتوت، صاحب سيارة نقل ثقيل، قال إن فى كفر الزيات أسطولا كبيرا من سيارات النقل يتجاوز 14 ألف سيارة، لافتا إلى أن مشاكل أصحاب السيارات وسائقيها كثيرة، منها عدم تأمين رحلات السيارات وقوافلها فى الأراضى المصرية والليبية، مدللا على ذلك بتعرض العديد من السائقين للسطو المسلح على الطريق الزراعى «القاهرة - الإسكندرية» حتى صحراء سيدى برانى فى مطروح.
وأضاف شلتوت أن عددا كبيرا من سائقى المدينة تعرضوا أثناء رحلاتهم التجارية إلى ليبيا للخطف والتعذيب والقتل داخل وخارج مصر، فى ظل تخاذل الحكومات المتعاقبة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وطالب شلتوت السفير المصرى فى ليبيا محمد أبوبكر بالتواصل مع السلطات الليبية وشيوخ القبائل فى أجدابيا، لإنهاء الأزمة سريعا، دفاعا عن سيادة وكرامة المصريين، محذرا من حالة ركود بسبب التوقف التدريجى فى حركة النقل والتجارة والتصدير بمصانع العاشر من رمضان وبرج العرب وقويسنا و6 أكتوبر.
وهاجم جمال عون، أحد منظمى إضراب أصحاب وسائقى النقل الثقيل فى كفر الزيات، الحكومة المصرية، وقال «حرام اللى بنشوفه ده، لحد إمتى كرامتنا تتهان بالشكل ده»، مشيراً إلى أن عشرات السائقين يعانون من فرض الإتاوات من جانب الميليشيات المسلحة الليبية، تحت رعاية شيوخ وكبار عائلات قبائل صحراء أجدابيا، على حد قوله.
وقال أحمد الجزار، صاحب سيارة نقل ثقيل، إن وضع السائقين المصريين فى ليبيا لم يتحسن بعد ثورة 17 فبراير و30 يونيو، وإنما تطور للأسوأ، مؤكدا أن أحد مسئولى السفارة المصرية فى ليبيا، أنكر واقعة تعذيب وقتل السائق إبراهيم الديب، من قرية الدلجمون، على الرغم من أن أهله استلموا جثمانه بالفعل، وهو ما يفقد زملاءه الشعور بالأمان.
وأشار «الجزار» إلى واقعة اختطاف صاحب سيارة نقل ثقيل، يدعى عبدالرازق يحيى، ومرافقه فوزى ربيع، قبل إجازة عيد الأضحى بنحو 10 أيام فقط، بالقرب من الحدود الليبية، من قبل مسلحين بعد تحركه من الإسكندرية متوجها إلى ليبيا.
وقال خميس الفار، أحد سائقى الدلجمون، إن قريته شهدت خلال أقل من سنة مقتل 3 سائقين فى الأراضى الليبية على يد الميليشيات المسلحة «دون تحرك أى مسئول مصرى لوقف هذه المهزلة». وتابع: «أسافر إلى ليبيا منذ أكثر من 25 سنة، لنقل الأسمنت والمواد الغذائية، وكنا نعامل أحسن معاملة، لكن الأمور تغيرت بعد الثورة الليبية، وأصبح المصريون مستهدفين من الميليشيات، رغم أننا أدخلنا لهم مساعدات تحت قصف الناتو مخاطرين بحياتنا، والآن يردون لنا الجميل بالإهانة والضرب والسرقة».
وأضاف الفار أنه تعرض للسرقة من قبل بعض التجار الليبيين الذين قطعوا عليه الطريق واستولوا على بضاعته واحتجزوه لمدة أسبوع، وعندما توجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر، احتجز الضابط المسئول جواز سفره لمدة 3 أيام، حتى تدخل ليبى متزوج من مصرية لتسهيل عودته إلى مصر.
وأضاف مراد رشدى، مساعد سائق سيارة نقل، أنهم قبل السفر إلى ليبيا يودعون أسرهم، وكأنهم فى طريقهم إلى الحرب، لافتا إلى أن السائق الذى يموت فى ليبيا ينطبق عليه مثل «موت وخراب ديار»، لأن موته يكلف أهله ما يزيد على 40 ألف جنيه، منها 25 ألفا مقابل «حقنة تحافظ على جثمانه من العفن قبل وصوله إلى مصر» على حد قوله.
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مأساة أسر السائقين والمحاولات المصرية للإفراج عنهم
المخابرات تقود مفاوضات الإفراج عن السائقين
قائد ميليشيات «أجدابيا»: لن نفرج عنهم إلا بعد تسلم سجنائنا
عمد ومشايخ مطروح يتدخلون بالسفر إلى ليبيا
«الخارجية»: الإفراج عن مهربى السلاح مقابل إطلاق سراح سائقينا «غير وارد»
قيادات عمالية: حكومة الببلاوى «متخاذلة»
«إسلاميون»: «الإخوان» ليست بعيدة عن عملية الخطف
الدقهلية: أسر 7 سائقين تعيش «لحظات عصيبة» وتطالب الحكومة بالتدخل لإطلاق سراحهم
أهالى السائقين لـ«الوطن»: «انتِ فين يا حكومة»؟
«عائد من ليبيا»: قررت العودة «حياً» بدلاً من الرجوع «داخل صندوق»