تسببت وسائل الاتصالات الحديثة والإنترنت فى إحداث تحولات ونقلات نوعية وجذرية داخل الأسرة الواحدة التى تعد عمود المجتمع المصرى، حتى وصل الأمر إلى شكل العلاقات بينهما وخاصة بين الأبناء وآبائهم من انعدام الحوار، وأصبح كل منهم يعيش فى عزلة مع عالم افتراضى مختلف من حيث الأصدقاء ومن يتعامل معهم.
فنرى الآن تبدل وتحول فى دور الأسرة التى أصبح همها الأول والأخير هو تلبية مطالب الأبناء من حيث المأكل والمشرب وما تحتاجه الحياة اليومية، دون الاضطلاع بباقى أمور حياتهم، وهنا تظهر الإشكالية!
ويمكن أن نقسهم الآباء إلى نوعين: الأول حيث الانغماس الكامل بالأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعى بعيدًا كل البعد عن أبنائه، أما الثانى فيقضى معظم وقته فى طلب الرزق وتلبية احتياجات الأسرة.
ويعود ذلك - بكل تأكيد - بالأثر السلبى على الأبناء الذين دائما ما يعانون من الضيق تجاه أسرهم، ويجعل منهم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة منهم لتعويض غياب تواصلهم مع أسرهم، حيث البحث عن من يحنو عليهم ويحتويهم.
وأصبح غياب الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة يشكل قضية اجتماعية أحدثت فجوة واسعة فى التفاعل والتواصل؛ فكانت النتيجة جيلا صامتا اجتماعيا ونشطا ومتفاعلا إلكترونيا، وهو ما ينذر بمشكلة كبيرة يجب تفاديها والعمل على حلها والمبادرة بالحل من الآن حتى لا نسقط جميعا أسرى لهذه الهواتف النقالة، مفتقدين حلاوة الحوار والنقاش بين الأصدقاء وبين أفراد الأسرة الواحدة.
فمن المهم والواجب فتح مجال للحوار بشكل يومى مع الأبناء حتى نتفادى المشكلات، والنقاش مع الأبناء فى مثل هذه القضايا وإبراز السلبيات والإيجابيات؛ لأن المنع لا يفيد ولا يجدى وأصبح من الصعوبة إصدار مثل هذه القرارات!
ليلتكم سعيدة مع الأسرة.