التلوث والمبيدات وتداخل مياه البحر.. أسباب تدهور المياه الجوفية
تلوث المياه يؤدى إلى الإضرار بـ«الجوفية»
حددت الدراسة عدداً من العوامل التى تسهم فى تدهور نوعية المياه الجوفية فى دلتا النيل، والتى تشمل التلوث بمياه الصرف الصحى والمبيدات والأسمدة الزراعية نتيجة التفاعل بين المياه السطحية والجوفية، وتداخل مياه البحر والاختلاط مع طبقة المياه الجوفية، والسحب الجائر لتلبية المطالب المحلية المتزايدة والتنمية الزراعية، حيث إن سحب المياه الجوفية أعلى بكثير من إعادة تغذية طبقة المياه الجوفية فى دلتا النيل. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتسبب ذلك فى زيادة الملوحة وتدهور الجودة، إذا كان معدل الاستخراج الحالى للمياه الجوفية سيستمر كذلك فى المستقبل.
1.3 مليار متر مكعب إجمالى السحب فى 1980.. و7 مليارات فى 2016
ولفتت الدراسة إلى أن تداخل مياه البحر السبب الرئيسى لتدهور جودة طبقة المياه الجوفية، ويُعتبر التسرب المباشر من النيل، وشبكة قنوات الرى الواسعة، والمياه الزائدة من مياه الرى، المصادر الرئيسية لإعادة تغذية المياه الجوفية فى دلتا النيل، حيث يقدر إجمالى التغذية السنوية للمياه الجوفية بنحو 6.70 مليار متر مكعب. وأوضحت الدراسة أن مساحة دلتا النيل تبلغ نحو 22000 كيلومتر مربع، وتمثل ثلثَى الأراضى الزراعية فى مصر، وهى أكثر المناطق خصوبة فى مصر، وتقع دلتا النيل على بُعد 20 كم شمال القاهرة وطول قاعدتها عند البحر المتوسط نحو 245 كم. ويبلغ طول فرع دمياط نحو 240 كم. وطول فرع رشيد نحو 235 كم. وارتفاع سطح الأرض فى دلتا النيل فوق مستوى سطح البحر، باستثناء عدد قليل من المواقع فى الجزء الشمالى. ويغطى خزان المياه الجوفية فى دلتا النيل نحو 3 ملايين فدان من الأراضى الخصبة. وتدفق مياه فرعى دمياط ورشيد إلى الشمال يتم عبر شبكة المياه التى تتكون من أكثر من 10000 كيلومتر من القنوات المائية. وبالتالى، فإن شبكة المياه السطحية هذه تتفاعل مع طبقات المياه الجوفية فى دلتا النيل.
وأشارت الدراسة إلى أن خزانات المياه الجوفية فى دلتا النيل عبارة عن طبقة مياه جوفية شبه موصلة، حيث يتفاوت سمكها من مكان إلى آخر، بمتوسط نحو 190 متراً، يزداد تدريجياً إلى الشمال ليصل إلى نحو 350 متراً فى مدينة طنطا. ويتفاوت سمك طبقة المياه الجوفية فى الجزء الغربى من دلتا النيل من 120م إلى 220 متراً، ويتناقص تدريجياً نحو الشرق. كما تزداد السماكة الكلية لطبقة المياه الجوفية إلى نحو 1000 متر على ساحل البحر المتوسط. والطبقات الحاملة للمياه الأكثر نفاذية على أعماق تتراوح بين 55 و150 متراً من سطح الأرض. وقاعدة الخزان الجوفى عبارة عن طبقة من الطين مع ميل يبلغ نحو 4 متر/ كيلومتر، وهو ما يعادل 40 مرة تقريباً من المنحدر المتوسط لسطح الأرض.
وأكدت أن إجمالى معدل سحب المياه الجوفية فى عام 1980 نحو 1.3 مليار متر، وفى عام 1991 بلغ التجريد نحو 2.6 مليار متر مكعب، وتضاعفت أعداد الآبار من 5600 بئر فى عام 1958 إلى 13000 بئر فى عام 1991، وفى عام 1999، بلغ معدل استخراج المياه الجوفية نحو 3.02 مليار متر مكعب سنوياً، بينما فى 2008 تم تقدير استخراج المياه الجوفية للشرب والرى فى دلتا النيل بنحو 4.9 مليار متر مكعب، وفى عام 2011، بلغ إجمالى عدد آبار المياه الجوفية 1120 بئراً فى غرب الدلتا، و2887 بئراً فى الوسط و8898 بئراً فى الجزء الشرقى من دلتا النيل، بمجموع 22905، وفى 2016 كان السحب التقديرى من طبقة المياه الجوفية فى دلتا النيل نحو 7 مليارات متر مكعب سنوياً.
الموضوعات المتعلقة
مدير مشاريع المياه بـ«أبوظبى»: السدود الإثيوبية ستفاقم الإجهاد المائى.. ويجب إدارتها بمشاركة مصرية
دراسة حديثة تحذر: دلتا النيل.. أولى ضحايا «نقص المياه»