الإرهاب فكرة شيطانية، تدعو للقتل والذبح والتفجير والمباغتة، فكرة غادرة تطعن من الخلف لأن كيد الشيطان ضعيف، الجبن والضعف وعدم المواجهة من شيم العدو قليل الحيلة عديم الشرف.
إن الإرهابى القاتل سواء كان متسللاً إلينا من الخارج، أم تم تنشئته وترسيخ السموم برأسه من المتطرفين بالداخل، فقد كان بالأمس إنساناً عادياً تلقفته قوى الظلام واستخدمته بغسيل دماغ يهيئ له أن الإرهاب والترويع والقتل وسفك الدماء هو «جهاد»، وأنه إذا ما قتل وخرب وفجر كان «مجاهداً!». هكذا يغسلون أدمغتهم!! وهكذا يسيطرون عليهم، بألا يناقشوا وألا يفهموا لأنهم ليسوا أهلاً للتفكير، بل هناك من يفكر عنهم.
إذا نظرت إلى الإرهابيين التكفيريين على مر التاريخ تجد أن بعضهم اُسْتُغِلَ فقره وعوزه وسخطه على المجتمع والناس ليفرغ غضباً وناراً وعنفاً فى صورة انتقام باسم الدين والدين منه براء، لكنك أحياناً أيضاً تصدم بوجود شخصيات بين صفوفهم تعلمت وقرأت وكانت ميسورة الحال، لكن مفاجأتك سوف تنتهى حينما تعلم أن هذه النماذج فيهم لديها أيضاً أحقادها مختلفة الأسباب، أغلبها عقد نفسية ومشاكل جعلتهم فريسة سهلة للاستقطاب، وبعضهم كان سبب تطرفه هو جهله الشديد بالدين وبعده عنه حتى إن كان طبيباً أو مهندساً أو أى متعامل مع العلم، فالبعد عن الله وعن الإيمان جعلهم جهالاً عقائدياً، وهنا يقدم لهم الشيطان تفسيراته المغلوطة ويوظف الآيات فى غير محلها، وبما أنهم لا علم لهم بروح الدين وأصل العقيدة فيكونون صيداً دسماً لشباك الإرهاب.
لهذا أرى أن أبلغ وأصدق طريقة لمنع الإرهاب والقضاء عليه بجانب تضحيات وبطولات جنودنا البواسل، تقع على عاتقنا نحن المدنيين، بأن ننقذ الأجيال القادمة من الوقوع فى فخ التطرف، بإفهامهم صحيح الدين وألا ندخر وقتاً أو جهداً، وأن يتم الأمر بسرعة وبحماس شديدين.
ويكون هذا بالتربية السليمة، وبالتعليم الصحيح، بالطريقة الصحيحة، من خلال تعليم يشجع على التفكير وليس الحفظ، وتوفير بيئة ومناخ فكرى معافى قوى، إعلام واعٍ ناضج تثقيفى متنور غير استهلاكى، وإشغال الشباب وتدريبهم وإعطائهم فرص عمل ليصبحوا منتجين نافعين لا يحتاجون لإغراءات الإرهاب المادية ولا يقعون فريسة لليأس والفراغ.
استخدام كوادر مهمة من جميع المجالات والاختصاصات أمر مهم «الطبيب والمهندس والكاتب والفنان والمدرس ورجل الدين وغيرهم»، بحيث تكون هذه الشخصيات قدوة وحافزاً وداعماً للشباب، تساعدهم فى تشكيل الوعى والإدراك وترسيخ مبادئ وأسس الإيمان الحقيقى والسلام النفسى الذهنى الذى يجعلهم يميزون بين الخير والشر، بين المنطق والعبث بين الحقيقة والتدليس. وترسيخ الوطنية والانتماء للأرض والذود عنها. الرسالات المجتمعية القوية من أشخاص قدوة أكفاء أمر فى غاية الأهمية، لأنه مباشر التأثير، فى المدرسة والبيت والشارع والتلفاز، إن أردت أن تُعَلِمْ فاختر «المعلم المناسب» لتبليغ «لمنهج الصحيح»، لأن الأقوياء وراسخى الأفكار لا يضلهم أحد.
إن حماية الأدمغة والعقول الشابة منذ الطفولة من أى استقطاب يكون باستباق الحدث، بالتطعيم قبل الإصابة بالمرض، بالطريقة الصحيحة وبالاختيارات الصحيحة وبالرسالة الصحيحة، غير التقريرية أو إنشائية جوفاء!
نحن بمعركة أزلية كبيرة بين الخير والشر، رحم الله شهداء الوطن والواجب، وحمى الله الجميع من شر الإرهاب وغدره وقسوته وعدم آدميته. معلم وصاحب الإرهاب الحقيقى وراعيه هو الشيطان وخدمه كُثر. بالفكر تستطيع إرهاب الإرهاب والقضاء عليه.