الأصعب من تجربة المرض، هو التعرض للتنمر والشعور بالرفض من المحيطين، المحنة التى يعيشها عديد من المواطنين، بعد إصابتهم بفيروس كورونا، فلا يستطيعون تدبير احتياجاتهم الأساسية خلال فترة العزل بالمنزل.
مبادرات إيجابية انطلقت مؤخراً، لدعم مصابى كورونا بالغذاء، تحت شعار «الناس لبعضها»، من بينها قيام محمد السيد سليمان، صاحب مطعم، بتجهيز وجبات مجانية للمصابين، وتوصيلها «لحد باب البيت»: «كنت أتحدث مع مجموعة من الجيران، وعلمت بوجود مصاب بالفيروس، ولكن ما أدهشنى هو تعرضه للتنمر من بعض المحيطين به، حتى شعر بأنه منبوذ، وأثر هذا على نفسيته كثيراً، فقررت أن أقدم المساعدة لمصابى الفيروس».
شعور «محمد» وجميع العاملين فى المطعم بأهمية دورهم الاجتماعى فى ظل الأزمات، حمّسهم لمساعدة الناس بكل طريقة ممكنة، فرحبوا باتصالات الأسر المعزولة ومصابى الفيروس: «بإمكانهم طلب أى نوع طعام يرغبون به، وبالكميات التى تناسب عدد أفراد الأسرة، ويتم التوصيل إلى البيت مجاناً، وفى سرية تامة، حيث يتم ترك الوجبات أمام باب الشقة، وإعلام المصاب بذلك، وأخذها بعد مغادرة موظف التوصيل»، بحسب «محمد».
مكرونة وكبدة أو أرز ولحم مفروم، هى أكثر الأصناف التى تقدم للمصابين، وفقاً لمحمود ربيع، مدير المطعم، الذى يسعد بردود فعل الناس، خاصة بعد التعافى من المرض: «يتصلون بنا، ويعربون عن شكرهم العميق لنا، وأن المبادرة ساهمت فى تحسين نفسيتهم».
فى أول يونيو الجارى، أطلقت بسمة مصطفى، 30 عاماً، مبادرة شخصية تحت اسم «وجبات صحية لمصابى كورونا المعزولين فى المنزل»: «المريض يكون فى حاجة لتغذية سليمة وراحة تامة، والمبادرة انطلقت لتحقيق الغرضين».
جاءت الفكرة لـ«بسمة» مع تزايد حالات العزل المنزلى، وامتناع عدد كبير من المطاعم توصيل الوجبات إلى العمارات التى يقطنها مصابون، خوفاً من العدوى: «فكرت فى معاناة المعزولين، وأردت مساعدتهم بأى طريقة»، فقررت استغلال هوايتها فى الطبخ، وإعداد وجبات صحية لهم. كما ناشدت «بسمة» من لديه المقدرة المادية، التبرع بثمن الوجبات: «أنشأت صفحة على فيسبوك، وأعلنت عن المبادرة، واستقبال تبرعات بثمن مكونات الوجبات، وحاجتى لمتطوعين لتوصيل الوجبات لمنازل المصابين».
معايير حددتها السيدة الثلاثينية للمستفيدين من المبادرة: «الأولوية للحالات التى تعيش بمفردها أو لأسرة جميع أفرادها مصابون»، وبمجرد إطلاق الخدمة، تلقت رسائل ببيانات عدد من الحالات التى بحاجة شديدة إلى الوجبات، والجميل فى الأمر تفاعل عدد من السيدات مع المبادرة، وعرضهن المساعدة بالطبخ، لتوفير أكبر عدد من الوجبات.
وتحرص «بسمة» على إعداد وجبات صحية للمرضى، تتوافر بها جميع العناصر الغذائية: «بروتين ونشويات وخضراوات وفاكهة وعصائر فريش».
تعليقات الفيسبوك