لا يزعجه لقب "دفعة كورونا" بل يراها ميزة لأبناء دفعته من الثانوية العامة لعام 2020، سيظل العالم يتذكرهم ولن يحتاجوا وقتاً للتعريف بأنفسهم، فقط سيكتفون بالإشارة إلى جائحة كوفيد-19، هكذا يؤكد محمد على، طالب فى الصف الثالث الثانوى، الذي لم يكن يتوقع كل هذه الأحداث التى حلت بهم دون سابق إنذار.
"فرحانين باللقب بس زعلانين من الحبسة والضغط النفسى"، يقولها "محمد"، لافتًا إلي إنهم عاشوا فترة حماسية مع بداية العام الدراسي انقلبت بعد ذلك للنقيض مصحوبة بحالة ملل انتهت باكتئاب وإحباط سيطر عليهم، لكنهم مع أول امتحان إلتقطوا أنفاسهم بعد أن وجدوه واضحاً وسهلاً.
يحكي "محمد" أنهم لم يتوقعوا أن تمتد الإجازة من شهر مارس وحتى يونيه، كل تلك الفترة كانوا محبوسين فى البيوت لا يرون الشارع لتوقف الدراسة والدروس، وجدوا أنفسهم مسؤلين بمفردهم وعليهم المذاكرة والمراجعة دون مساعدة: "كنا فرحانين فى الأول إننا هناخد أسبوعين إجازة بعد كده الموضوع طول والفيروس انتشر والسناتر قفلت وفيه مدرسين اتخلوا عننا".
يرى أن الدورس "أون لاين" لا تكفي لفهم المواد والتفاعل المباشر مع المدرس، مؤكدًا أن 90٪ من دفعته تركت مادة اللغة الفرنسية لشهر مارس لبدء دروسها وأتت الجائحة ووضعتهم في مأزق: "امتحان الفرنش قرب ومش مذاكره والوباء ده ضيعنا مكناش نتوقع إن كل ده يحصل"، عاش فترة صعبة لن ينساها أبدا روادته خلال مشاعر سلبية مغلفة بالإحباط والاشتياق لرؤية الأصدقاء والخروج معهم.
"كنا متعودين نتغدا سوا كل خميس، نغير جو عشان نجدد طاقتنا للمذاكرة، قبل الامتحانات مكنش لينا نفس نذاكر واليوم بيتكرر كل يوم"، كلمات "محمد" الذى فوجئ بأنه مسؤل بمفرده عن إدارة نفسه وطريقة مذاكرته ومراجعته لكل المواد دون مدرس يتابع ويشرح: "فيه ناس انهارت من العياط بسبب إنهم مش عارفين يذاكروا لوحدهم".
يشيد "محمد" بمراقبى اللجان الذين تعاملوا معهم بلطف ولين لامتصاص توترهم ودعمهم نفسيا حتى لا تؤثر الإجراءات الاحترازية على تركيزهم وأدائهم في ورقة الامتحان الأول: "أول ما دخلنا اللجنة حسينا إننا في يوم عادي والكل بيعاملنا كويس ويطمنا".
تعليقات الفيسبوك