عاد الحديث مجددا عن موجات إصابات كورونا، والتي تم تقسيمها وفقا لارتفاع وانخفاض الأعداد، وذلك في ظل تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة بعد أن كانت قد بدأت في الانخفاض.
ونفى خبراء مكافحة العدوى ما يتردد من أحاديث عن موجة ثالثة من تفشي جائحة كورونا مؤكدين أنه مجرد شائعات، وأن الوضع الحالي يشير إلى بدء الموجة الثانية، وفق ما أكدته وزارة الصحة.
يأتي ذلك في ظل عودة الأعداد في التزايد، الأمر الذي يؤكد دخول مصر الموجة الثانية للفيروس، والتي ربما تزيد خطورة عن الموجة الأولى وذلك لأنها تصادف فصل الشتاء والذي تنشط فيه بعض الفيروسات التي تفضل الأجواء الباردة للظهور وتسبب بعض الأعراض التي تتشابه من أعراض كورونا، وذلك من شأنه أن يزيد من القلق حول تخطي الأعداد ما كانت عليه في ذروة المرض في يونيو ويوليو من العام الحالي.
في هذا الإطار تعلق الدكتورة أماني جمعة، أستاذ صحة المجتمع بجامعة الفيوم واستشاري مكافحة العدوى، زميل جامعة كولومبيا، فتقول إن الموجه الأولى كانت قد بدأت في مصر في أواخر فبراير الماضي وأول مارس، الأمر الذي يشير إلى أن البلاد لم تدخل الموجة الثانية بعد، وذلك بعدما زادت الحالات بشكل ملاحظ في يونيه ويوليو الماضيين، وعاودت في الانخفاض مرة أخرى: "إحنا لسه في بداية الموجة التانية، ومصر نجحت في الحد من انتشار الفيروس فعلا، لأنها عملت غلق جزئي وغلق كلي، كل الحاجات دي جابت نتيجة، كل الأماكن اللي قفلت قللت أعداد الإصابة، وكل الإجراءات دي كانت السبب الأساسي في كسر الموجة الأولى".
وأشارت "جمعة"، إلى أن العالم عاني من رعب شديد بسبب الموجة الأولى التي نجحت الحكومة المصرية في التصدي لها بشكل ناجح.
وعن عودة الأعداد إلى التزايد مرة أخرى، تقول استشاري مكافحة العدوي، إنه أمر طبيعي نظرا لما قامت به الدولة من تخفيف القيود التي فرضتها في وقت سابق، ما كان له أثر كبير في عودة الأعداد للتزايد مرة أخرى: "لما بدأنا نفتح كانت الدنيا كويسة لأن كان فيه صيف وحرارة، لكن دلوقتي الشتاء بدأ يدخل ومعاه أعراض البرد العادية اللي الكل عارفها وللأسف فيها تشابه كبير مع أعراض الفيروس، لما كسرنا الموجة الأولى بدأنا الدخول على الشتاء، وده يفسر التدرج في ظهور الحالات، ودلوقتي أي حد هيكح أو يعطس الناس هتخاف منه".
وتؤكد زميل جامعة كولومبيا، "أننا في بداية الموجه الثانية للفيروس، ولا يصح الحديث عن الموجه الثالثة حاليا، نظرا لأن بداية الموجه تكون مع تزايد الأعداد ونهايته مع انخفاض الأعداد بشكل ملاحظ وبمعدل ثابت: "لازم من دلوقتي نستعد بغض النظر بقي فيه موجه تالتة أو لا، لكن الأصل إن الكل يفضل ملتزم بالإجراءات الاحترازية اللي حددتها الصحة العالمية، وأكدت عليها وزارة الصحة المصرية، لازم نبقي عارفين نحمي نفسنا من أي موجة مهما كان عددهم".
تمسك بطرف الحديث الدكتورة عايدة عبدالمحسن، أستاذ متفرغ الصحة العامة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث، وتقول أن الجديد في الموجه الثانية هو عدم ظهور أعراض على بعض الحالات، حيث يتم اكتشاف الإصابة من خلال إجراء تحاليل طبية: "مش مهم رقم الموجة الأهم الاهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد الفيروس، لازم نشرب مياه كتير لأنها بتقلل لزوجة الدم وده بيساعد على منع التجلطات الدموية، المرض لم ينتهي، وبتزيد حدته في الجو البارد".
بحسب "عبدالمحسن"، فإن هناك أعراضا جديدة ظهرت في الموجة الثانية وتتمثل في تكسير العظام وألم عند التنفس، ولا تظهر الإصابة من خلال المسحة ولكن من خلال إجراء أشعة مقطعية علي الصدر: "لبس الماسك الجراحي مهم جدا، ولو اتبل يبقي غير صالح، تجنب الزحام، وشرب المياه كتير، بكمية كبيرة، مش أقل من 3 لترات ده ضروري، لأنه بيساعد في سيولة الدم، ولو حد شك في أي تغيرات غير طبيعة لازم يلجأ للأشعة المقطعية على الصدر، وما يثار حول الموجة الثالثة لن يفيد فالأهم الآن هو تخطي الثانية بنجاح كما حدث مع الأولى ولن تختلف الأعراض عن الموجتين الأولى والثانية، والموجة لا تظهر بظهور أعراض جديدة وإنما بزيادة الأعداد وتراجعها هنا تسجل موجة".
تعليقات الفيسبوك