الزمان: صباح الجمعة الفائتة
المكان: على متن طائرة مصر للطيران المتجهة إلى عمان بالأردن.. زيارة عمل ليوم واحد.. على يمينى جلس شخصان، وبدأ حوار بينهما، هذا نصه:
د.إبراهيم: رأيك إيه فى السيسى؟
أ.بيومى: أنا على فكرة «مش إخوانى».. ورأيى إن الراجل ده هيعسكر البلد.. وهترجع الأجهزة الأمنية تتحكم فى مخاليق ربنا، أوسخ من زمان.. وبعدين هوّه مستقوى على الناس كده ليه؟ وجاى على الغلابة كده ليه؟
د.إبراهيم: إيه يا عم اللى بتقوله ده.. إنت مش شايف غير كده.. إنت شكلك بتتفرج على «الجزيرة ورابعة».. إنت نسيت مرسى العياط عمل فينا إيه؟ خلاّنا نمشى نكلم نفسنا والبلد كانت هتضيع.. إش جاب لجاب.. دا السيسى ده يستاهل تقله دهب - كفاية إنه خلّصنا من الأشكال الزبالة دى.
بيومى: يا أخى حرام عليك تقول على خلق الله زبالة.. دا مرسى فى شهرين المانجه بقت بأربعة جنيه.. والقمح كنا خلاص هنكتفى ذاتياً.. والله يكرمه باسم عودة كان هيخلِّى التموين على البطاقات، كل واحد ياخد كل اللى هوه عايزه بسعر التكلفة.. دا مرسى لو قعد الأربع سنين كانت البلد شمّت نفسها، وكنا عشنا فى حرية، شوف دلوقتى تستجرى تفتح بقك؟
د.إبراهيم: يا عم إنت شكلك كده إخوانى، ومابتشوفش غير «الخنزيرة»، ووجدى غنيم ومحمد عبدالمقصود والجماعة المهابيل دول.. اوعى تكون مصدق إن مرسى راجع، والإخوان هيرجعوا تانى المقطم.. دا أحسن حاجة عملها السيسى إنه مصمم يقطع خبرهم، ويستأصل جدرهم.. وطول ما هو عايش هيفضل وراهم، وحتى الجيش كله خلاص قرر إن دول سبب كل بلاوينا.. ليه؟ لأن أى نظام من أيام الملك، كانوا هُمه السبب فى كل مشاكلنا.. دايماً عاملين لنا قلق.. قرفونا فى عيشتنا، وحسنى مبارك كان بيخوفنا ويخوف الغرب بيهم.. تخيل دول لو ما كانوش موجودين.. كانت حجة المخلوع راحت، وكنا عرفنا نحاسبه، ونمشيه على العجين ما يلعبطوش.. الله يخرب بيوتهم، همه سبب كل البلاوى..
بيومى: إنت شكلك «سيساوى» وعمال تدافع عنه عمال على بطال.. حرام عليك، دا راجل قتل الناس فى رابعة وقدام الحرس الجمهورى، وبيعذب الناس فى السجون.. دا ربنا مش هيسيبه.. دا فيه ناس قبل الفطار كل يوم بيدعوا عليه، وفى صلاة الفجر الستات وأجوازهم وعيالهم بيرفعوا إيديهم للسما ويدعوا عليه ربنا ياخده، ويخلصنا منه.. بكرة تشوفوا.. ربنا هينتقم منه.. (تانى أنا مش إخوانى) لكن جيرانى وأصحابى وناس كثير من زباينى إخوان، وباسمع منهم إن التنظيم الدولى مع قطر وتركيا مش هيسكتوا عليه.. وكبيره لغاية 25 يناير الجاى.. الثورة هتقوم ضده.. لأن الناس هتكون «اتكوت» من نار الأسعار.. والفقير اللى كان الإخوان بيساعدوه مش هيلاقى العيش حاف.. والثوار مش هيسكتوا على الظلم واللى بيعمله البوليس فيهم.. والقضا نازل أحكام بالإعدام والمؤبد والغرامات.. دول على دول هينزلوا الشارع فى 25 يناير، وهتقوم الثورة.. والإخوان هيرجعوا.
د.إبراهيم (ضاحكاً): يا عم والله العظيم دا كلام الإخوان.. يا عينى مخهم مطرقع، ومصدقين الهجص اللى بيقولوه لهم.. مرسى هيرجع الخميس.. لأ الجمعة.. لأ فى العيد.. إن شاء الله ابقى قابلنى فى التحرير يوم 25 يناير.. يومها هتلاقى مرسى بيتعلق من رجليه، والمرشد بتاعه بيتشنق، والشاطر هيكون مات فى السجن من حسرته على ضياع حلمه.
بيومى: حرام عليك، إحنا فى رمضان.. دا اللى عايز يتشنق بجد هوه السيسى الخائن.. القاتل.. اللى جه على الغلابة، وخاف من رجال الأعمال.. فين الـ100 مليار اللى قال هاخدهم منهم.. فين الفلوس اللى عند الجيش.. الجيش اللى ميزانيته بيقولوا 40% من موازنة مصر.. فين الـ25 مليار دولار اللى مصر أخدتهم من بتوع الإمارات والسعودية من يوم الانقلاب..
د.إبراهيم: انقلاب إيه وهجص إيه.. دا مرسى بتاعك ضيع 30 مليار فى السنة السودة اللى قعدها على قلبنا.. إنت نسيت حكاية الـ100 يوم لما قال لك: المرور، والنظافة، والعيش ومشروع النهضة، والـ200 مليار دولار.. إنت نسيت ولّا إيه؟ وبعدين الجيش ده، مش جيش مصر.. وعشان تعرف الحقيقة، نسبة مساهمة شركات القوات المسلحة هى 4% من اقتصاد مصر.. وتخيل لو ما كانش الجيش عمل لنفسه شركات لإنتاج احتياجاته، والباقى للشعب.. كنا عملنا إيه دلوقتى.. ثانياً: دا السيسى فى 30 يوماً حقق:
(1) الحد الأدنى للأجور، والأقصى للدخل.
(2) نشر الجمعيات الاستهلاكية والمتنقلة لخدمة الناس وحمايتها من جشع التجار.
(3) رفع الضرايب على الأغنياء، ولسه الضرائب على العقارات، وعلى الدخول الطفيلية والريعية.
(4) دخل عش الدبابير، وفتح ملف الألغام (ملف الدعم).
(5) بعد العيد هيبدأ فى استصلاح وزراعة مليون فدان.
(6) هتشوف المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، والأسواق من المنتج للمستهلك بعيداً عن السماسرة والقومسيونجية والوسطاء.. يا عم ربنا يحفظه لمصر.. (صوت المضيفة الأخنف يطالبنا بربط الأحزمة قبل هبوط الطائرة).
بيومى: بص بقى طالما إنت قلت إنك «سيساوى».. أنا عايز أقول لك الصراحة عشان ما أكذبش فى رمضان.. أنا أبويا إخوانى.. وجدى إخوانى.. وإن شاء الله هنوقعه يعنى هنوقعه.. إحنا كلنا والشعب معانا مش هنسكت، وهنحاصره من كل ناحية.. إحنا بنسيب التكييفات كلها مولعة فى بيوتنا.. وما بندفعش الكهرباء.. وبنطلع إخوان من عندنا فى الأوتوبيسات والميكروباصات يهيجوا الناس عليه، وكل ما هتغلى الأسعار الناس هتكرهه.. ربنا معانا..
د.إبراهيم: يا عم شغّل دماغك دقيقة.. ربنا معاكم بتاع إيه.. ما قلتم فى رابعة إن رئيس الملايكة كان هناك معاكو.. وإن النبى خلّى مرسى يصلى بيه إمام.. يعنى بذمتك رئيس الملايكة والنبى عليه الصلاة والسلام، وربنا معاكو، وتتهزموا كده وتتشردوا؟
فكّر.. وشغل البطيخة اللى فى راسك.. هتكتشف الحق والحقيقة.
صباح الخير سيادة الرئيس: سيبك منهم.. وتوكل على الله.. والشعب معظمه معاك.. رغم إن شعبيتك نزلت من 95% إلى 70% بسبب القرارات الأخيرة.. لكن مع الحكومة فى مواجهة التداعيات على المعدمين والفقرا.. هتعدى.. لكن خللى بالك، اوعى تغلط وتاخد قرارات مستعجلة وعنترية، من غير «رؤية»، ولا خطط.. وكل مرة هافكرك تطلع كل أسبوع 10 دقايق تتكلم مع الناس.. بيحبوا طريقتك البسيطة فى الشرح، والرد على استفساراتهم، وكلنا مع مصر لغاية ما تبقى قد الدنيا.