"كمبورة".. صعلوك مجلس الشعب
يجلس بوجاهة مصطنعة يحاول أن يجملها ببذته الأنيقة، التي قرر استبدال عباءته البيضاء الشهيرة بها، بعد أن رشح نفسه لمجلس الشعب،.. تحيط به الفتيات من اليمين واليسار، يفتح فاه بابتسامة ليست بريئة، متحدثًا ومستهزئًا بما لا يعجبه، ومستغلًا لأحلام الناس، في ثوب ورع غير ما يبطنه، "بالذمة إيه اللي ناقصني ياعبعزيز عشان الدكتور عاطف صدقي يدينا رينج وألو، ويوقلي تعالى نقيلك وزارة يا أبو الكنابر.. البدلة وكريستال فيور.. الجزمة ناشيونال أجلاسيه كعب كباية.. وأحنا جدعان وعسل ونعرف نقول بقين كلام حلوين لأي تليفزيون إن شالله 98 بوصة"،.. "كمبورة" باكورة إبداعات الثنائي الأشهر مصطفى حسين وأحمد رجب الكاريكاتورية، الذي نالت من الشهرة حد تأليف كتب وكتيبات له.
منذ بداية عمل الثنائي معًا في يناير 1974، من خلال "الفكرة والريشة"، سخر رجب "كمبورة" لنقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في الواقع المصري، في قالب حواري كوميدي ساخر، من خلال مجموعة من المواقف الطريفة التي يبتكرها "رجب" ويرسمها "حسين"، وتنشرها "أخبار اليوم" على مدار أربعين عامًا، تحت "فكرة: أحمد رجب" و"ريشة: مصطفى حسين".
"كمبورة".. تلك الشخصية الاستغلالية التي تتاجر بأحلام الناس في سبيل الوصول لمطامعها الشخصية، وجدها "رجب" في الشخصيات البرلمانية الانتهازية، فرشح "كمبورة" نفسه في مجلس الشعب، وظل يسخر من طرقهم المكشوفة، بعد أن كان صعلوك ذو عباءة بيضاء، فتحول لـ"كمبورة بيه" العضو البرلماني صاحب الحصانة الوجيه، ليغلف سعيه لمصالحه الشخصية واستخدامه حصانته لتحقيقها، بثوب الورع الخدوم للناس الذي يفنى من أجلهم.
ابتدع "كمبورة" بعض الألفاظ الجديدة آنذاك في زمن عدوه "زمن الانفتاح"، كألفاظ "الأرنب" و"النص أرنب" و"الأستك" و"الباكو" و"التمساحة"، وتداول في حديثه كلامًا ذو تراكيب غريبة وبعيدة كل البعد عن أعضاء مجلس الشعب المحترمين، إلى أنه تكشف عن طبيعته التي استغلها في كسب الآخرون الذي يراهم على قدر من البلاهة لمساعدتهم إياه دون أن يدرون.
ساندت شخصية "كمبورة" سكرتيرًا عده ذراعه الأيمن، "عبعزيز" ذو الرأس والأنف الطويلين، صحفي يزين وجهة "كمبورة"، من يعد له الدعاية الانتخابية لمجلس الشعب، وهو الذي يشتري الأصوات مقابل المال، ينمق له الكلمات لإلقائها على أهل دائرته، ويتقمص "كعبورة" الدور جيدًا حتى الوصول لمراده.
"كمبورة في البرلمان".. الكتاب الذي أصدره أحمد رجب ويحوي قصصًا عنه ورسومات ريشة مصطفى حسين، فشخصية كمبورة التي لا يعرف لها اسمًا بالكامل، كما يوضح رجب في مقدمة كتابه، كانت جديرة بتأليف كتاب عنها لمعاصرتها ومعايشتها الوقائع الحياتية بطريقة ساخرة، ورأى "رجب" أن كمبورة كشخصية يتحدث كالـ"نشالون"، ويرى الآخرون في نظره "كروديات" مكنوه من الوصول لأطماعه.
"كمبورة لاند".. "كمبورة لتقسيم الأراضي المسروقة".. "حزب الكمبوريين العرب" ، تعددت الوجهات و"كمبورة" واحد، فمع سخريته من الأوضاع بمجلس الشعب في النظام السابق، عاصر كمبورة ثورة يناير، وعبر عن أرائه في الشخصيات والأحزاب والائتلافات السياسية والإسلامية، التي برزت خلال السنوات الثلاث الماضية، فكان يرى أن "العين الحمرا هي الحل" على خافية "كميورة.. من شباب كشافة انتفاضة الحرامية".
"البرادعي يطلع البرنجي في الاستفتاء وكمبورة كخة؟؟ غطيني يازوبة وصوتي.. إن كان ع الشهادات ربنا أكرمني بابتدائية قديمة ماركة "وَزَنَ".. وإن كان ع الفلوس دي لعبة أبو الكنابير، واديها زيت تديك أمباليه وليه ليلي طال.."، سخرية كمبورة من الأوضع السياسية مؤخرًا عرضته لكثير من النقد، حتى قرر الترشح للرئاسة تحت شعار "كمبورة لاند لتقسيم الأراضي المسروقة".. "يازيزو الأبلاتينة لدعت في نافوخي إني اترشح رئيس مصر التي في خاطري وفي فمي، وابقى البرنجي أبو هيبة بالويبة.. مرمني يا زمن مرمر.. مكتوب لي يا ماما ومقدر"، وسخر كمبورة حينها ممن لا تنطبق عليهم أي معايير للترشح للرئاسة.
لم يكن كمبورة برلمانيًا انتهازيًا ولا مرشحًا غير منطقي لرئاسة مصر فقط، بل كان مشاغبًا أيضا، الأمر الذي جعل ممدوح إسماعيل، محامي الجماعات الإسلامية يتقدم ببلاغ ضد مصطفى حسين، بتهمة الإساءة للرموز الإسلامية، بعد سخريته من بعض الرموز الإسلامية والسلفية على وجه التحديد، بطريقة غير مباشرة لاذعة.
ملف خاص
"فلاح كفر الهنادوة".. رحيل المتحدث الرسمي للشعب المصري
"فلاح كفر الهنادوة"
يقف أمام رئيس الوزراء بثقة يستمدها من بساطته، بملابس الفلاح و"طاقيته" وعلامات "شقا" المصري التي تبدو واضحة في ملامحه... للمزيد
"عبده المشتاق".. حلم السلطة الذي لا يتحقق
عبده المشتاق
يجلس مترقبًا بجوار هاتفه، ينتظر المكالمة الموعودة التي تحقق حلمه الوحيد بالجلوس على كرسي الوزارة... للمزيد
"مطرب الأخبار".. "حلم" أحمد رجب بريشة مصطفى حسين
مطرب الأخبار
لم يثنيه صوته السيئ عن حلمه بالغناء، بل أصر عليه متجاهلًا آراء كل من حوله وفي مقدمتهم والداه، وصمم على الغناء بالأفراح والحفلات... للمزيد
"الكحيت" و"الأليت".. "القرعة تتباهى بشعر بنت أختها"
الكحيت والأليت
أحدهما ملابسه فخمة أنيقة، يزين السيجار يديه، في حين يتفاخر الآخر بما ليس لديه رغم ملابسه الرثة وشعره المجعد ولحيته غير المهذبة... للمزيد
"عباس العرسة".. مصطفى حسين وأحمد رجب يقدمان "الشخص الوصولي"
عباس العرسة
تراه يقترب من مديره يمدحه ويتودد له، وبمجرد أن يولي المدير ظهره، يلعنه بالسباب وأبشع الصفات، منافق لا يريد منه سوى أمر ما يجعله يتودد له بهذه الطريقة... للمزيد
"علي الكوماندا".. لسان السلطة ومخدر الجماهير
على الكوماندا
"علي الكوماندا".. هو صوت الحكومة الذي يريد الشعب أن يسمعه ليريح ضميره ويجيب عن تساؤلاته... للمزيد
8 شخصيات تفتقد "ريشة" مصطفى حسين
8 شخصيات تفتقد "ريشة" مصطفى حسين
"كمبورة".. "فلاح كفر الهنادوة".. "الكحيت وعزيز بك الأليت".. "عبده المشتاق".. "علي الكوماندا".. "عباس العرسة".. "مطرب الأخبار".. .. للمزيد