«دولار» غواص الخير يشارك في انتشال جثث الغرقى صدقة على روح والده
دورلار: مستعد أدرب أي شاب مجانا
«غواص الخير».. هكذا أطلق أهالي محافظة بني سويف على أحد الشباب الذي حضر إليها متطوعًا للمشاركة في عملية انتشال جثث الغرقى من مياه نهر النيل، بالمجان، وذلك صدقة جارية على روح والده، وحاز على محبة أهالي مركز الواسطى لمشاركته في البحث وانتشال الغرقى فور إبلاغه.
دولار: مشاركتي في انتشال جثث الغرقى صدقة على روح والدي
«محمد السيد عبد العزيز» 36 عامًا، وشهرته «دولار»، يقيم في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، يعمل غطاس بشركة مياه الشرب، واتخذ من عمله في الشركة طريقًا نحو الغوص بمياه النيل والمساعدة في انتشال جثث الغرقى صدقة جارية على روح والده، وذاع صيته بين البلاد وأصبح هاتفه متاحًا للجميع يتحرك لأي مكان به غرقى للبحث عنهم.
دولار: أشعر بالسعادة حينما أقوم بتدريب أي شاب على الغوص وانتشال الغرقى
وقال «دولار» في حديثه لـ«الوطن»: «انضممت لجروب غواصين الخير وبدأت في انتشال حالات الغرق بمحافظة الشرقية، ثم المحافظات المجاورة ومنها لمحافظات الصعيد متطوعا دون مقابل لوجه الله تعالى، على روح والدي، ربنا عالم بحالة الحزن والألم الذي تعيشه الأسرة التي تفقد ذويها غرقا وينتظرون ظهور جثمانه بفارغ الصبر لدفنه، وسعادتي تتمثل في طلب أي شخص التدريب على الغوص لأن المفترض أن يكون في كل قرية وعزبة غواص متطوع يتدخل للإنفاذ في أسرع وقت».
أسرة الغرقى لا يعلم بحالها إلا الله ويطمئن قلوبهم فور ظهور الجثامين
وتابع دولار: «سعادتي تكمن عند انتشال أي جثة لغريق، فأسرته تكون في وجع دائم، لا يعلم بحالهم إلا الله، فالمُصاب لديهم يكون بالوفاة وعدم ظهور الجثمان لدفنه، ينتظرون ساعات وأيام يبحثون عنه لدفنه ويستريح قلبهم».
دولار يروي تفاصيل انتشال جثتين لطفلين شقيقين غرقا بمياه النيل ببني سويف
وأضاف دولار: «من أغرب المواقف التي حدثت لي مؤخرا، أنني حضرت لمحافظة بني سويف ومكثت بها عدة أيام من أجل البحث عن الفتاة الغارقة، وبعد ظهور جثمانها ودفنه، حضرت لتقديم واجب العزاء بقريتها أطواب، وأثناء تواجدي تلقينا بلاغا بغرق طفلين شقيقين بقرية مجاورة وعلى الفور انتقلنا سريعا وتمكنا من انتشالهم بالتعاون مع قوات المسطحات المائية وعدد من الأهالي، فعلا موقف غريب».