في شارع السبتية بالقاهرة المزدحم بالعمال والصنايعية في مختلف المجالات، هناك عربة طعام يتوقف عندها المارة لتناول الإفطار قبل الانطلاق إلى العمل، تفوح منها روائح زكية، ليست عربة فول وطعمية ولا كشري، ذلك الفطار المعتاد للمصريين كل صباح، وإنما عربة تبيع «فواكه اللحوم» كما يطلق عليها عشاقها من «فشة وكرشة وممبار ولحمة رأس ضاني وسجق ولسان وجوهرة وجبهة».
ربما يبدو غريبا ما يقدمه صاحب العربة ويدعى «إسلام كرشة»، لكنه أكد لـ«الوطن» أن سكان المنطقة اعتادوا تناول تلك الوجبات في الفطار خاصة العمال المتوجهين إلى أعمالهم في الصباح: «ساندويتشات الفول والطعمية مش هتسد معاهم، لكن لما يبدأ يومه برغيف ممبار وجبهة ولسا وجوهرة، أو أي طلب هو عايزه هيقفل معاه اليوم كله فمش هيحتاج ياكل تاني ولا يصرف فلوس تاني».
عربة فشة وكرشة وممبار في استقبال عمال السبتية
يحكي «إسلام» أنه يأتي في السادسة صباحًا ليبدأ عمله على العربة، فيجد الزبائن في انتظاره للحصول على وجباتهم المفضلة: «الحمدلله الإقبال كبير، وكل الناس بلقاهم واقفين قدام العربية مستنيين يفطروا عشان يطلعوا على أكل عيشهم، الأكلة دي كلها فوائد وهما شغالين على دراعهم ومحتاجين كده».
يروي «إسلام» أنه يقف في هذا المكان منذ 24 عامًا، ويقدم لأبناء الحي أكلات مختلفة سواء طلب في طبق أو رغيف، والأسعار تبدأ من 10 جنيهات للرغيف و25 جنيها للطلب: «واللي مش معاه بياكل، أنا عمري ما قلت لحد مفيش»، مؤكدا أن «الجبهة واللسان والمخ» هي الأكثر إقبالا من بين وجباته.
أكد صاحب العربة أنه يشتري كل «فواكه اللحوم» من المدبح ويبدأ في طهيها منذ الفجر على أن تكون جاهزة لزبائنه من الساعة السادسة أو السابعة على أقصى تقدير: «بشتري اللحوم من المدبح يوم بيوم وبنضف وأجهز وأطبخ بحيث الحاجة كلها تبقى جاهزة الصبح بدري، عشان ألحق الزبون».
وخلال بث مباشر على صفحة «الوطن» الرسمية على موقع فيس بوك، أكد عدد من زبائن «إسلام» أنهم اعتادوا على تناول تلك الأكلات في الفطار، نظرًا للمجهود الذي يبذلونه في أعمالهم الحرفية: «الفول والطعمية مش بيسد معانا، رغيف ممبار على فشة ومخ يسد معانا اليوم كله».
تعليقات الفيسبوك