«الأزهري»: التيارات المتطرفة يقدمون أنفسهم على كونهم حماة للشريعة
الدكتور أسامة الأزهري
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن تيارات التطرف مارست خلال العقود الماضية، ابتزازا عاطفيا ومعنويا، وأحدثت إرباكا وحيرة في مختلف الشرائح المجتمعية على المستوى العقلي والفكري، حيث إنهم يقدمون أنفسهم بحرارة وإلحاح على كونهم «حماة الشريعة».
الأزهري: القضية لديهم ليست بالفكر.. لكنه إصرار مستميت على الجمود
وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «الحق المبين»، والذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أن أحدى المرتكزات الفكرية التي ينتهجها فكر الخوارج هو المواظبة بدأب وتقنية فكرية بها مكر وإصرار على شرعنة الأخطاء، حيث إن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس قد استغرب من تكفير الخوارج للإمام علي كرم الله وجهه بعدما وصفوه بـ«أمير الكافرين»، «القضية عندهم ليست فكر، ولكن إصرار مستميت على الجمود والوقوف على نمط فكري يورث صاحبه العجرفة في التعامل».
الصحابي الجليل عبدالله بن عباس
وأوضح أن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس، نجح في أن يحدث بداخل تلك التيارات هزة نفسية عندما أتاهم ذات مرة وهم مجتمعون بدارهم وسألوه عن بهاء حلته، ليرد عليهم بقوله «لما تعيبون عليا وقد رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الحلل»، «كأنه يقول لهم إنه ولما غاب عنكم شهود الجمال الظاهر في معاني الشريعة، غاب عنكم شهود الجمال في فهم معانيها، فتورطتم في القبح، حيث إن الشريعة تخاطب الأناقة وليست الفخامة في الملبس، وهذا هو الجمال».
وتابع: «فسألهم عن سبب عدوانهم على علي بن أبي طالب، فقالوا له 3 نقاط فقط، وأخبرهم أنه يستطيع تفنيد والرد على تلك المزاعم من كتاب الله وسنة الرسول، وسألهم هل ترجعون عما أنتم عليه؟، فقالوا نعم، ومن هنا بدأ يؤسس معهم منضبطات لتحرير محل النزاع، وعدم الانتشار فيه، وإلزامهم على النقاش العلمي بنظام محدد وتفنيد قوي، وأرسي لمن بعده مجموعة من المبادئ والمقومات لموجة فكر الإخوان والدواعش في زمننا هذا».