كلما حانت اللحظة التى يشعر فيها البعض بأن الأوضاع فى مصر لم تعد تحتمل مزيداً من مطاردة أعضاء جماعة الإخوان.. سارعت هذه الجماعة إلى ارتكاب جرائم مروعة لا يمكن التعامل معها إلا بطريقة واحدة: مزيد من توجيه الضربات الساحقة للإجهاز عليها تماماً قبل أن تتمكن من تخريب الحياة فى مصر.
وما حدث خلال اليومين الماضيين من رفع راية «داعش» فى مسيرات الإخوان، ومن الكشف العلنى الفاضح لحقيقة النظام السياسى الذى يريده الإخوان فى مصر.. يؤكد بما لا يدع مجالاً لأى مراجعة أو شك، أن هذه «الجماعة» تسعى بكل ما أوتيت من غدر وخسة، لإغراق مصر فى مستنقع دماء، وتمزيق البلد إلى أشلاء متحاربة، يقتل فيها المسلم المسيحى، وتنفصل فيها سيناء عن خريطة الوطن، ويستبيح فيها «السلفى» دماء وأعراض وأموال المسلمين العلمانيين، وتنتشر فى أرجائها الجيوش الجوالة مثلما انتشرت فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن.. تقتل وتذبح وتسرق وتغتصب وتبيع النساء غير المنتقبات والمسيحيات فى أسواق النخاسة.
ومن يتابع الصفحات المنتمية إلى الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى يندهش -رغم كل ما يعرفه- من عمق الوضاعة التى انحدر إليها هذا التنظيم الإجرامى، فها هو التنظيم الماسونى يلتقط أحداث سيناء، ويتوقف طويلاً أمام قضية إخلاء الشريط الحدودى من السكان، ويتبنى قضية أهالى سيناء فى مسيراته التى يرفع خلالها رايات تنظيم داعش الإرهابى.. والرسالة شديدة الوضوح: إذا كان الجيش المصرى يقوم بتهجير أهالى سيناء بالإجبار.. فإن تنظيم داعش هو المنقذ.. ودعم هذا التنظيم الإرهابى الكافر هو الحل.
والمثير جداً أن تنظيم الإخوان الماسونى العميل، لم يكتفِ فى مسيراته بهذه الرسالة الخائنة لله والوطن، وإنما سارع بنشر بيان على صفحة «حسم» الإخوانية، تحت عنوان «بيان الثورة الإسلامية» يحمل علم «داعش» فى العراق والشام، أعلن فيه «إطلاق فعاليات انتفاضة الشباب المسلم يوم 28 نوفمبر، فهى معركة الهوية.. أطلقوها ثورة إسلامية اللحم والدم.. لإسقاط قداسة الدساتير والبرلمانات والوزارات والحكومات.. ثورة للهوية لا تبقى ولا تذر». وقد شرح بعض شباب جماعة الإخوان أمس لعدد من وسائل الإعلام معنى هذا البيان بوضوح أشد: «لقد أثبتت كل الطرق الديمقراطية فشلاً ذريعاً فى إقامة شرع الله.. واتضح لنا أن الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل كان على حق عندما نصح الدكتور محمد مرسى خلال فترة حكمه بأن يعلن الثورة الإسلامية ويطيح بالدستور ويلغى الوزارات ويتخلى عن كل مظاهر الحكم الغربية، لأنها لا تصلح لإقامة شرع الله».
هل تختلف رؤية «الإخوان» لطبيعة الدولة التى يريدونها عن رؤية «داعش»؟ وهل هناك أدنى شك فى أن هذا المصير الكارثى الذى شهدناه فى العراق وسوريا وليبيا واليمن كان على وشك التحقق فى مصر إذا لم تسرع كل قوى المجتمع الفاعلة بالثورة الشاملة على حكم الإخوان وتطيح به فى 30 يونيو 2013؟
«تحكيم شرع الله بعيداً عن الطرق الديمقراطية»، هى الجملة الأكثر شيوعاً فى بيانات وتعليقات أعضاء هذا التنظيم الماسونى.. و«شرع الله» الذى يريدون تحكيمه هو ذاته الشرع الذى يمكنك أن تعرف مدى فظاعته من مطالعة سحنة رجل مثل حازم صلاح أبوإسماعيل.. ومن متابعة الرؤوس المقطوعة والرقاب المذبوحة والجثث المشوّهة فى العراق وسوريا.. وإذا كان اجتراء الإخوان على الله قد وصل إلى حد إسقاط كل هذه البشاعة على شريعته السمحاء، فهل هناك أدنى شك فى أن هذه الفصيلة من شذاذ الآفاق، لا تستحق الرحمة، وأن التفكير -مجرد التفكير- فى تخفيف وطأة ملاحقتهم أمنياً وقضائياً، يعد تفريطاً إجرامياً فى حق الله والوطن؟!
أنا شخصياً أرى فى مجرد انتماء إنسان إلى هذا «التنظيم».. جريمة لا تقل فظاعة عن جريمة التجسس لصالح إسرائيل..