الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «العدوان الثلاثي على مصر».. ماذا بعد التأميم؟
العدوان الثلاثي على مصر
عرضت فضائية «DMC» الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «العدوان الثلاثي على مصر»، حيث إنه وبعدما كانت إنجلترا وفرنسا مصممتين على الحرب، فعملتا سريعا على التحرك الدبلوماسي لتشكيل غطاء للتحرك العسكري، تحت بند إظهار ما يقومون به أمام العالم هو مجرد رده فعل للدفاع عن النفس وعن الهيبة التي انكسرت بالقرار المصري، وفي أعقاب قرار تأميم القناة.
وقال اللواء أركان حرب أحمد كامل، لواء متقاعد، إنه ومنذ عشية قرار يوم 26 يوليو 1956 بدأ الجانب الإنجليزي في التجهيز لعملية عسكرية ضد مصر وبدأوا فرض تدويل لإشراف على قناة السويس من خلال المجتمع الدولي، وتم فرض بعض الشروط على مصر ورفضتها مصر.
أستاذ سياسة دولية: تم تشكيل مجلس للحرب وكانوا يجهزون للتعبئة العسكرية
وقال الدكتور سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة بيرمنجهام، إنه قد تم تشكيل مجلس للحرب وكانوا يجهزون للتعبئة العسكرية ويتابعون التحركات الدبلوماسية التي تهدف إلى الحصول على دعم التحرك العسكري إذا ما كان ضروريا، لافتا إلى أنه وعندما كان عليهم أن يحركوا القطع العسكرية، حصلوا على إجابات تقول إنهم ليس لديهم قاعدة بالقرب من مصر للقيام بتلك العملية، كما أنهم قد تركوا قاعدة قناة السويس من قبل، ولا توجد لديهم قاعدة بحرية في أي مكان أقرب من مالطا أو قبرص.
وأوضح أنه كان لا يزال على الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر أن يعطي العالم شيئا آخر ليتمسك به كبديل، والبديل كان هو الدبلوماسية التي قام بها محمود فوزي، وكان وزيرا للخارجية المصرية حينها ونجح في إكساب مصر الوقت لتجنيب مصر ويلات الحرب ومنع التدخل العسكري البريطاني والفرنسي، حيث إنه كان أساسيا في نهج عبدالناصر وهو اللعب من أجل كسب الوقت وهذا هو الأساس.
أستاذ علوم سياسية: تأميم قناة السويس ضربة قاصمة للمصالح الغربية
وقال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يعلم أن قرار تأميم قناة السويس ستكون ضربة قاصمة للمصالح الغربية في هذا الوقت، ولذلك كان معنيا بدرجة كبيرة في دراسة قبل إصدار قرار التأمين إمكانيات الرد الغربي العسكري على القرار المصري.
وأوضح أنه وفي تلك الأوقات كانت مصر تدعم حركة التحرير في قبرص، وكان لها حلفاء بنفس الدولة، وأمدوا مصر بالكثير من المعلومات، «عبدالناصر اللي خلاه يقدم على القرار كان تصوره أنه في خلال 3 أشهر يمكن لمصر أن تتحرك دبلوماسيا على النحو الذي يكسبها الدبلوماسية ويصعب من اتخاذ قرار العدوان، ومصر خاضت معركة دبلوماسية من طراز رفيع بقيادة الدبلوماسي المصري وزير الخاجية المصري»
فرنسا وبريطانيا تحركا بعد تأميم القناة لإحراز نصر دبلوماسي
وقال الدكتور داني ستيد، مؤلف كتاب الاستراتيجية والاستخبارات البريطانية في أزمة السويس، إنه وبعد تأميم القناة تحركت فرنسا وبريطانيا لإحراز نصر دبلوماسي في صيف عام 1956 وتم عقد مؤتمر مستخدمي قناة السويس في لندن في محاولة لإقناع العالم بأن هذا الممر المائي من الأهمية بحيث لا يمكن أن تمتلكه مصر.
وقال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الإسكندرية، إنه كانت توجد محاولة برئاسة رئيس الوزراء الاسترالي وكلف بالحضور إلى مصر ليجس النبض بإمكانية عودة عبدالناصر عن قرارة، ولكن الجانب الأسترالي أكد أنه غير مخوَّل للتفاض إما عودة الأمر كما كان أو نعود لنقطة الصفر.