من سنوات عمره الـ20 لم يقض إلا 5 منها فقط في أحضان والديه، والـ15 الباقية عاشها بين جدران جمعية خيرية في المعادي أخذه لها رجل وجده في الشارع لم يعد يعرف ملامحه الآن، ولا يعرف إلا أن اسمه «حاتم»، وبين أحلامه الكثيرة الصغيرة، من تحقيق حياة هادئة وأن يصبح مهندسا للديكور، يلمع في خياله حلم واحد عظيم بالنسبة له، أن يعثر على والديه، فهو كما يؤكد «مش ابن حرام».
في بطاقة تحقيق الشخصية التي يملكها «حاتم»، مكتوب في خانة اسم الأب «عثمان توفيق محفوظ»، وفي خانة اسم الأم «عزيزة عبدالله علام»، ولكنهما مجرد اسمين لا يعرفهما، من تأليف إدارة الجمعية التي تربى فيها، ويحكي لـ«الوطن»: «لما بنروح الجمعية بيعملوا شهادات ميلاد بأسماء من اختراعهم، عشان البطايق وشهادات الميلاد كدة يعني».
حاتم يبحث عن عائلته بعد فراق أكثر من 15 سنة
«حاتم» يصدق أن له عائلة ولا يتمنى سوى أن يجدها «اللي أنا فاكره إن راجل لقاني وسلمني لجمعية اسمها أولادي وأنا عندي 5 سنين، حاولت أكتر من مرة أدور على أهلي بس مفيش فايدة، وطلبت المساعدة من ناس كثير قوي حتى الجمعية اللي أنا فيها بس رفضوا تماما، أنا عارف إني مش ابن حرام، أنا والله أقدر أسند نفسي، بس نفسي أحس إن عندي أب وأم يخافوا عليا، نفسي أقول الكلمة اللي اتحرمت منها، ميهمنيش حال أهلي عامل إزاي، بس نفسي أترمي في حضنهم، أنا عارف إن في يوم من الأيام هكون وسطهم».
«حاتم» يعمل في توصيل الطلبات ويحلم بأن يصبح مهندس ديكور
قبل نحو سنتين، ترك «حاتم» الجمعية الخيرية التي تتكفل به تنفيذا لقوانينها: «بعد ما نتم 18 سنة بنخرج من الجمعية وبيقعدونا كل 5 في شقة في أي مكان لمدة 5 سنين، بعدها مفروض أعتمد على نفسي، وحاليا الحياة بقيت صعبة جدا لأن الجمعية معادتش بتتكفل بأكلنا وشربنا ولا أي حاجة خالص، مع إن مفروض تتكفل بينا، عشان كدة غصب عني أنا وزمايلي بنطلع نشتغل علشان نعرف نجيب مصاريف أكلنا وعشان نعرف ندفع الميه والنور اللي الجمعية مفروض متكفلة بهم».
الشاب صاحب الـ20 عاما يعمل منذ أكثر من عامين في إحدى الشركات الخاصة بتوصيل الطلبات: «شغال فيها لأن دي الشغلانة الوحيدة اللي بعرف أوفق بينها وبين الدراسة، أنا في سنة تانية ثانوي معماري، وإن شاء الله هبقى مهندس ديكور».
لا يتمنى «حاتم» أكثر من أن يجد أبوه وأمه، ويستغيث بأي شخص يمكن أن يساعده، ويطالب الجمعية الخيرية التي تربى فيها أن تساعده «الجمعية بيبقى ماعها المحضر اللي أنا جيت به، بس رافضة تساعدني به».
تعليقات الفيسبوك