الغردقة تحتفل بسيارة «سباق»: عمرها 98 سنة وشاركت في معركة شدوان «فيديو»
عم حسن بجوار عربية عمه عمرها ١٠٠ عام
سيارة قاسم سباق ليست عادية، فهي أول سيارة تدخل مدينة الغردقة على إلاطلاق، ويعود عمرها إلى مائة عام مضت، وصنعها «سباق» في عام 1924 بطريقة بدائية جدا، وذلك بموتور سيارة ملاكي وصندوق من الخشب لسيارة نقل، وكانت السيارة تدور بـ«منافلة» وتعمل بالبنزين والجاز معا.
يتذكر أهالي الغردقة القدامى السيارة عن ظهر قلب، إذ كانت تساعد في نقل المواد الغذائية لهم من مخازن المحافظة إلى السوق القديم وسط المدينة، ويُحتفل بها في مثل هذا اليوم من كل عام تزامنا مع ذكرى احتفالات العيد القومي لمحافظة البحر الأحمر في الذكرى الثانية والخمسين لمعركة شدوان، التي جرت على شواطئ الغردقة عام 1970.
وتعود أهمية سيارة عم سباق إلى دورها الوطني في المشاركة في معركة شدوان الشهيرة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على شواطئ الغردقة، إذ استخدمها الأهالي في نقل الأسلحة والذخيرة من قسم السقالة القديم إلى مراكب الأهالي بميناء الغردقة، وبعد ذلك كانوا ينقلونها إلى القوات المسلحة على أرض جزيرة شدوان لصد العدوان الغاشم، وذلك كتمويه باعتبار أنها سيارة لا تتبع الجيش ولا يشك فيها العدو.
حسن سليم سباق يروي ذكرياته مع السيارة
ويروي حسن سباق لـ«الوطن»، ذكرياته مع سيارة عمه قاسم سباق، ويذكر أن صُنعت في عام 1924، وتعتبر من تراث مدينة الغردقة، وتنتمي لماركة «فورد» موديل عام 1924، وبها 4 سلندرات، ويبلغ طولها متران وعرضها متر ونصف المتر، وهيكلها مصنوع من الصناديق الخشب.
ويضيف عم «حسن»، أن السيارة صُنعت على أيد عمه الحاج قاسم سباق، وتعمل بالبنزين والجاز معًا، وتستهلك في رحلتها اليومية لتر جاز ولتر بنزين، ويتم تدويرها بذراع لف يدوي «منافلة»، وسرعتها 2 كيلو متر في الساعة، ويقول ضاحكا «ياما إيدي وجعتني من المنافلة».
ويشير عم «حسن» إلى أنه تم بناء غرفة خاصة للسيارة بجوار منزل عمه، «كانت لا تعرف طوال تاريخها سوى شارعين فقط، الأول من مخازن المحافظة للسوق القديم بالدهار، والثاني من السوق القديم إلى منطقة السقالة»، لافتا إلى أن أقصى مدة تقضيها السيارة في العمل ساعتين تعود بعدها للراحة.
كانت السيارة تخرج من حجرتها الخاصة في رحلهتا الأولى في الصباح لنقل المواد التموينية من مخازن المحافظة إلى التجار بمنطقة الدهار «السوق القديم» في مسافة 500 متر تقريبا، وفي الرحلة الثانية كانت السيارة تبدأ من منطقة السوق القديم إلى منطقة السقالة بمسافة 2 كيلو متر، حاملة المواد التموينية لأهالي الغردقة من زيت وسكر ودقيق ولحوم وخضار لأهالي الغردقة.
ذكريات «أحمد» مع سيارة والده
ويضيف أحمد قاسم سباق، لـ«الوطن»، أن سيارة والده كانت تخدم جميع أهالي الغردقة، من خلال نقل المواد التموينية والخضراوات واللحوم، وكذلك المرضى من الأهالي إلى المستشفى، كما شاركت في معركة شدوان ضمن المجهود الحربي، وكانت تنقل الأسلحة من مخزن القسم القديم بالسقالة إلى الميناء، وبعدها تُنقل عبر مراكب الأهالي إلى جنودنا البواسل على شواطئ جزيرة شدوان لصد العدوان الإسرائيلي.
العيد القومي للمحافظة يوافق ذكرى معركة شدوان
وتحتفل محافظة البحر الأحمر، اليوم، بالعيد القومي، والذي يوافق الذكرى الثانية والخمسين لمعركة شدوان، وهي ذكرى النصر في معركة شدوان الشهيرة على شواطئ مدينة الغردقة، والتي سطر خلالها الأهالي ملحمة تاريخية في صد العدوان الإسرائيلي.
يذكر أن جزيرة هي جزيرة صخرية منعزلة تبعد عن شواطىء الغردقة 35 كم و لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر و يبلغ طولها 16 كم و عرضها حوالي 35كم وغير مسموح فيها بالصيد او ممارسة الغطس والسنوركل او اي رحلات بحرية رغم احتوائها على شعاب مرجانية نادرة.
وشهدت جزيرة شدوان معركة أثناء حرب الإستنزاف في 22 يناير سنة 1970 م وسطر أهالي البحر الأحمر ملحمة شعبية و وشاركَوا القوات المسلحة المصرية في إمداد ومعاونة القوات المسلحة بكافة الوسائل والوسائط البحرية حتى دحر العدوان الغاشم على الجزيرة وأتخذ هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة البحر الأحمر.