«السوهاجي» يصنع من العربة الكارو والبراميل «كافيه» متنقل: مش هكون عاطل
السوهاجي على العربة
ضيق حاله وأزماته المعيشية الصعبة، عرقلته عن أحلامه، حتى أبسطها وهو تأمين مصدر دخل ثابت من خلال عمل مستقر، ليظل لعدة أعوام يبحث عن مهنة مناسبة، لكن البطالة كانت واقعه الذي أنهار أمامه حلمه، إلى أن قرر تغيير ذلك، من خلال تنفيذ «كافيه متنقل».
«السوهاجي» يحول عربة كارو لكافية متنقل
بين شوارع منطقة المخبز الألي، دائرة مركز سوهاج، تجذب عربة عارف السوهاجي، 29 عاما، أنظار المارة، إذ يزينها بالعديد من الصور والأنوار، وتتزاحم داخلها الأكواب والأطباق، وحولها من «بترينة أشله بالعربة الكارو» لتصبح كافية متنقل من البراميل الحديدية، بينما ينهمك خلف واجهتها في إعداد المشروبات الشتوية الساخنة والأكلات السريعة.
لم يستسلم الشاب العشريني للكلمات الخاطئة المترددة بين الكثيرين بشأن البطالة، وأراد أن يكسب قوت يومه من عمل ومشروع خاص به، يساعده على تحمل مصاريف الحياة المتعددة والكثيرة: «مش بقدر أعيش من غير شغل، وبفضل أدور حتى لو مش هلاقي، ولما الدنيا قفلتفي وشي قعدت أفكر في حاجة أعملها بنفسي وتكون مشروعي».
عربة «السوهاجي» مبنية على البراميل وفواني البوتاجازات
بعد رحلة من التفكير، توصل «السوهاجي» لفكرة إيجار محل لإعداد المشروبات والمأكولات، ولكنه واجهته عدة صعوبات، في مقدمتها رأس المال، لذا اتجه لمشروع لا يحتاج لمكان ثابت أو دفع أي إيجار نهائيًا، لتقفز إلى ذهنه فكرة الكافيه المتنقل، فسارع نحو شراء المعدات مثل «البراميل، وفواني البوتاجازات، والأواني، وفاترينة عربة كارو، وبعض الصور، وأمتار قليلة من الأسلاك الكهربائية لتوصيل الإضاءة».
حرص الشاب العشريني على شراء المشروبات الشتوية مثل «البليلة، والحمص، والقمح، وجوز الهند، والنشا، والفول السوداني، والإندومي، واللبن، والسمنة، والمخروطة»، التي بلغت تكلفتها نحو 1000 جنيه، كأساس لمشروعه الصغير، الذي لاقى إعجابا ورواجا بين الأهالي، لذا يأمل أن يتمكن من توسعته فيما بعد.
ويرى «السوهاجي» أن من أراد العمل يجده، فلا بد من السعي والاجتهاد: «ربنا مش بيضيع تعب حد أبدًا، أي واحد بيسعى ربنا بيكرمه ويوفقه، والنجاح والفشل بأيدينا»، ونصح الشباب العاطلين بالاجتهاد وإنشاء تلك المشروعات البسيطة التي لا تحتاج لتكاليف باهظة، بجانب تعلم غيرها من الحرف والمهن.