قبل بزوغ نور الشمس بدقائق قليلة، يخرج من بيته مستقلاً عربته «الكارو» قاصدًا السوق، حيث مكان عمله كبائع «طماطم»، ليعول أسرته المكونة من 5 أفراد، جميعهم مرضى وصغار، وأثناء عودته الساعة 2 ظهرًا، يوم الاثنين الماضي، ركن عربته ووقف يقضي حاجته عند أحد الأسوار على الطريق، وما كاد ينتهى حتى فوجئ الشاب محمود أشرف، 19 عامًا، بـ 3 أشخاص يهاجمونه متضايقين من قضاء حاجته في أرضهم، لينتهي الأمر بموت الشاب بعد أيام في العناية المركزة، بحسب حديث طارق سالم، زوج خالة «محمود»، لـ «الوطن».
أسرة «محمود» المكونة من أم مريضة، وأخ أكبر مريض بالسرطان، وباقي إخوته صغار غير مؤهلين للعمل، مما جعله يضطر للعمل مع دراسته في المرحلة الثانوية، ومن ناحية أخرى يصرف علاج والدته وشقيقه، ويجهز إحدى شقيقاته المقبلة على الزواج، إذ عاش الشاب حياة صعبة انتهت بمأساة عظمى، خاصة بعد وفاة والده وهو صغير.
5 أيام في العناية المركزة
يروي «طارق» تفاصيل الواقعة التي حدثت يوم الاثنين الماضي، في بنها محافظة القليوبية، عندما أُرغم الشاب على قضاء حاجته على الطريق، الأمر الذي أغضب أصحاب الأرض الذين تشاجروا معه، وانتهى الأمر بضربه بآلات حادة في رأسه، دخل على إثرها في غيبوبة استمرت 5 أيام فقط، حتى توفي فجر اليوم، مضيفًا: «محمود أنا اللي مربيه وكان شاب مكافح عايش عشان يخدم أهله، كل يوم بيخرج من بيته الفجر عشان يبيع طماطم في السوق، ويرجع آخر اليوم لأهله بالفلوس اللي تقدر تخليهم يعيشوا».
حالة من الحزن تعيشها الأسرة
حالة من الحزن الممزوج بالصدمة، تعيشها الأسرة التي انتظرت قدوم فلذة كبدها، ولكنه عاد إليهم مصابًا وتحول بعد أيام لجثة هامدة، خاصة بعد إصابته بنزيف داخلي، وتقدمت أسرته بمحضر يحمل رقم 206 بتاريخ 31 يناير 2022 قسم أول بنها.
تعليقات الفيسبوك