أنهار مهدي، من مركز قويسنا، بمحافظة المنوفية، من قصار القامة، ولدت بالإعاقة الحركية وضمور العضلات، ما جعلها تعيش حياتها علي كرسي متحرك، لكنها لم تفقد الأمل في أن تصنع لنفسها مكانة في المجتمع.
تروي أنهار المهدي، 27 عاما، قصتها لـ«لوطن»، أن طولها يبلغ 80 سم، وتخرجت في كلية التجارة قسم إدارة الأعمال جامعة بنها، ورغم تفوقها الدراسي إلا إنها تعرضت لكثير من الصعوبات والآلام النفسية والجسدية التي كانت تعاني منها، فلم تخل حياتها من التنمر في مختلف مراحلها الدراسية، قائلة: «بابا كان بيشلني كل يوم.. لأني أجد صعوبة كبيرة في الذهاب للمدرسة يوميا أو الجامعة فكان والدي كل يوم يحملني على كتفه، ويذهب بي للمدرسة حتى التحقت بالجامعة وتخرجت منها، لم يمل أبي يوميا من الذهاب معي، ولم يتكاسل في لحظة حتى وإن أصيب بأي مرض خلال كل هذه المراحل»
الطموح حق أصيل لكل شخص
ورغم كل ما يواجهها من صعوبات، لدى «أنهار» طموح كبير: «الطموح حق أصيل لكل شخص، ورغم إصابتي بقصر القامة نتيجة الضمور العضلي، لدى أحلام ورغبة في تحقيقها رغم صعوبتها»، مضيفة انها اهتمت باللغة الإنجليزية، وتعلمتها من خلال حصولها على دورات تدريبية سواء في مراكز أو«أون لاين» محاولة دائما تزويد مهاراته اللغوية، إذ أنها الشرط الأساسي حاليا للالتحاق بأي وظيفة أو حتى الأعمال الخاصة: «أبحث دائما على وظيفة تشعرني أنني مثل غيري، لا أنني عنهم شيئا، وأن مجهودي وتعبي خلال السنوات الماضية لم يذهب هباء».
«أنهار»: بستغل وقت فراغي في حفظ القرآن
وأضافت الفتاة أنها تستغل أوقات فراغها حاليا في حفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى القراءة في مختلف فنونها، فالقراءة غذاء العقل والروح، وبدونها لن يكون أي أثر معرفي للأشخاص، موجهة نصيحتها لجميع الفئات الأصحاء ومصابي الضمور العضلي بضرورة العمل والمثابرة، وعدم اليأس وتقبل الحياة بكل صعابها، موضحة أنها رغم كل ما تراه من صعوبات، لا زالت ثقتها في رحمة الله وتعويضه كبير، وأنها لن تدخر جهدا في سبيل الوصول لهدفها وإثبات ذاتها.
تعليقات الفيسبوك