«مجداف».. طاقة نور لانتشال النساء من نفق الضغوط والتعبير عن المشاعر المكبوتة
عطاء مبادرة مجداف
لم يكن اسم «مجداف»، الذى اختارته فيفى عبدالشهيد لمبادرتها الداعمة للنساء نفسياً، مجرد عنوان جذاب، بل كان وصفاً لما تسعى إليه المبادرة وهو تقديم «مجداف» قوى للنساء فى المجتمع يساعدهن على تجاوز أزماتهن النفسية والضغوط التى يتعرضن لها يومياً ليواصلن رحلتهن فى بحر الحياة بلا خوف أو قلق أو حزن.
«فى مجتمعنا تلعب النساء الكثير من الأدوار الاجتماعية فى نفس الوقت، فهى أم وزوجة وابنة وامرأة عاملة، وكل ذلك يشكل ضغطاً ضخماً على نفسيتهن، وأحياناً لا يستطعن الصمود أمامه، ولا يكون بمقدورهن الذهاب إلى الطبيب النفسى بسبب أسعاره التى قد تتجاوز إمكانياتهن المادية، لذا فكرنا فى مبادرة مجداف لتقديم الدعم الذى يمكنهن من مواجهة الحياة بشكل مجانى أو بأسعار زهيدة»، بهذه الكلمات تحدثت «فيفى»، مؤسسة المبادرة التى أطلقتها منذ عامين بعد خبرة أكثر من 20 عاماً فى مجال الدعم النفسى.
المبادرة لا تعتمد على تقديم الدعم بشكل عام، بل من خلال دراسة علمية متأنية لاحتياجات المرأة النفسية، فالفريق مكون من 5 نساء لكل منهن تخصص معين درسنه جيداً من أجل تقديم الدعم للنساء بشكل علمى، وتابعت «فيفى»: «عندما اجتمعنا لتأسيس المبادرة كانت كل واحدة لديها حلم أن تصل لفئة معينة من النساء وتحملها للخروج إلى بر الأمان».
«فيفى»: نقدم الدعم لكل السيدات.. والفن والترفيه أسلوب ناجح فى استعادة التوازن
وشرحت «فيفى» دور كل واحدة فى فريق المبادرة، بالقول: مها متولى، متخصصة فى تقديم الدعم للسيدات اللاتى يمررن باكتئاب الحمل وما بعد الولادة، أو يعلن أطفالاً مصابين بأمراض مزمنة، وجاكلين أسعد، متخصصة فى تقديم المساعدة للأمهات اللاتى لديهن أطفال ذوى قدرات خاصة، وشرين على، ورضوى الصحن، تقدمان العون للسيدات المطلقاتوsingle mothers، وأضافت: «كل واحدة فينا حصلت على التدريبات اللازمة التى تؤهلها لتقديم العون لغيرها ومن أماكن موثوق فيها مثل الهلال الأحمر المصرى، جامعات بريطانية».
وتعتمد ورش المبادرة على شكل مختلف من الدعم النفسى وهو الشكل الفنى والترفيهى، الذى تعتبره «فيفى» طريقة أفضل لما تتميز به من الراحة والمرح، وقالت: «البعض قد لا يتمكن من التعبير عن مشاعره بشكل صريح، فالفنون قد تساعد على ذلك بشكل غير مباشر، لذا نحن نستخدم الألعاب، ومنتدى المسرح، والتأمل، والكتابة الإبداعية، والحكى، والتلوين، وأحياناً الرقص، وكلها أدوات تساعد على تفريغ الضغط بشكل مبهج بعيداً عن الحزن».
وتقدم المبادرة ورشها بشكل مجانى لكل السيدات بغض النظر عن الجنس أو العمر أو التعليم أو الطبقة الاجتماعية، والهدف هو الوصول لكل نساء مصر، وواصلت: «فى الآونة الأخيرة تعاقدنا مع الأماكن التى لديها نفس الحلم، وهو توصيل الدعم لكل نساء مصر، فعلى سبيل المثال من خلال مركز دوار الثقافى، نقدم الدعم للنساء فى منطقة وسط البلد، وفى منطقة عزبة خيرالله، ونحرص أن نخاطب كل فئة بما يناسبها».
تعتبر «فيفى» أن مبادرات دعم النساء لها دور حقيقى فى تغيير شكل المجتمع وليس واقع المرأة فقط، والدليل على ذلك أن دعم النساء يساعدهن على اكتشاف ذواتهن ويمنحهن الثقة فى أنفسهن ويدفعهن إلى تحقيق مفهوم التمكين الاقتصادى الذى تعمل عليه الدولة حالياً، وأضافت: «فى النهاية دعم المرأة دعم للمجتمع كله، وهو ما يحقق النهضة الحقيقية التى ننشدها جميعاً لبلدنا».