ضربتها الحياة بقسوة بعد وفاة زوجها وتلطّمت برحيله، لتواجه قسوة الناس وصعوبات المعيشة وتربية الأبناء بمفردها، ولم يحترم البعض كفاحها من أجل أبنائها، فراحوا ينهشونها بكلامهم الجارح الذي لا يرحم ضعفها، لمجرد أنها قررت العمل سائقة «توك توك»، وكأنّهم يريدون أن تبقى «عبير» حبيسة بين أربعة جدران، ووكّلوا أنفسهم أولياء عليها.
عبير تواجه الشتائم والأذى النفسي
«عبير علي» لم تصبح سائقة «توك توك» في يوم وليلة، بل ظلت لعدة سنوات تعمل باليومية فى مجالات مختلفة لتؤمّن طعام أولادها وابنة شقيقها، التي تولت مسئوليتها بعد وفاة والدها، وكثيراً ما تتعرض للأذى النفسي قالت لـ«الوطن»: «ناس كتير أوي بتضايقني عشان بسوق توك توك وبيكلموني بطريقة وحشة، وساعات بتشتم شتايم مش كويسة طب أعمل إيه أشحت».
عبير: نفسي في معاش يساعدني
ورغم كل هذه الصعوبات فقد استطاعت «عبير» أن تزوج ابنتها بجهاز بسيط وبعد تعب سنين: «عندي ولد قاعد معايا ولما أخويا مات خدت ابنته عشان أربيها وعاملتها بما يرضي الله».
تعرضت «عبير» لظروف أجبرتها على بيع الـ«توك توك» الخاص بها، وبعدما تخطت أزمتها المالية قررت العودة للعمل مرة أخرى: «المرة دي أجرت توك توك باليومية بدفع لصاحبه 100 جنيه في اليوم، حتى لو أنا مشتغلتش وبيطلع لي 30 جنيه أعمل بيهم إيه أنا في ضيقة».
لم تعد «عبير» قادرة على تحمل مسئولياتها التي أنهكت جسدها وخارت قواها من العمل ليلًا ونهارًا على الـ«توك توك»: «نفسي في معاش أنا لسة مكملتش 60 سنة، بس أعمل إيه هأكّل عيالي طوب؟».
تعليقات الفيسبوك