بعد احتراق 420 ألفا في «فرن».. خبير مالي: «الكاش» ثقافة لا بد أن تختفي
أموال المواطن المصري التي أصابها التلف نتيجة الحريق
بعد واقعة حرق ربة منزل لأموال زوجها بالخطأ، والتي قيل إنها تخص عمله لذلك خبأها في درج الفرن خوفا من اللصوص، لتأكل النار مبلغا يُقدر بنصف مليون جنيه، لتسأل «الوطن» أحد الخبراء عن الحالات التي يمكن فيها استبدال أصل النقود بعد تعرضها للتلف الشديد، وما الجهة التي يجب أن يتوجه إليها المواطن عند تعرضه لحالات مشابهه.
«فهمي»: عملية استبدال النقود التالفة ممكنة.. ولكن وفقا للشروط الآتية
من جانبه، قال ماجد فهمي، الخبير المصرفي ورئيس بنك التنمية الصناعية سابقا، إنَّ استبدال ورقة البنكنوت ممكن إما من فروع البنوك المختلفة بأخرى جديدة تحمل نفس الفئة مادامت تحمل الرقمين المطبوعين على وجهيها، ولم يصل التلف إلى أيّ منهما بسبب الحريق أو القطع، وذلك بخلاف الحروف المطبوعة والرسومات على وجهي العملة، أو من خلال البنك المركزي طالما كانت ورقة البنكنوت التي تعرضت للتلف لا تزال تحمل الرقم المسلسل، وعندها يلتزم المركزي باستخراج أوراق نقدية جديدة بديلة لنفس الفئة.
وأضاف «فهمي» في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنَّه عند تعرض أغلب أجزاء البنكنوت أو أوراق النقد للتلف، حتى لا يظهر منها أية أرقام، خاصة الرقم المسلسل، فهنا تقع المسؤولية على الشخص نفسه ولا يمكن استبدالها، ووقتها الخاسر الوحيد هو صاحب تلك الأموال.
«الكاش».. ثقافة لابد أن تختفي
ولتجنب تكرار الأمر مستقبلا، حذّر الخبير المصرفي من مخاطر الاحتفاظ بالأموال في المنازل والبيوت، بدلا من إيداعها بالبنوك والمؤسسات المالية، لتجنب تعرضها لمخاطر السرقة أو الحريق، وغيرها من المخاطر التي يمكن تفاديها عند وضعها في حسابات بنكية أو أية أوعية ادخارية أخرى تحافظ على قيمتها من التآكل أو تعرضها للفقد.
احتفاظ المواطنين بأموال ومدخرات بمبالغ كبيرة.. «هذا يحدث فقط في مصر»
وعن واقعة تعرض مواطن لاحتراق مدخراته في منزله، أكد «فهمي»، على أنَّ ما حدث يحدث فقط في مصر للأسف، رغم جهود الدولة في التوعية على نطاق واسع بأهمية تحقيق أهداف الشمول المالي وتبني خطة 2030 للتحول الرقمي، وحث المواطنين على التعامل مع البنوك، ما يضمن لهم الاحتفاظ بأموالهم في أمان، إضافة إلى تحقيق عنصر الشفافية في كسب أموال من أنشطة مشروعة ومتابعة الجهات الرقابية لعملها.
الاقتصاد الموازي والتهرب الضريبي وغسيل الأموال.. شبهه تلازم اكتناز الأموال
وتابع، «إنَّ الاحتفاظ بمبالغ كبيرة في المنازل قد يدعو للريبة بشأن طرق كسب تلك الأموال، وهل أتت من أنشطة مشبوهة أو كسب غير مشروع؟ ما قد يعرض الشخص للمساءلة القانونية، بخلاف الأمر عند إيداعها في حساب مصرفي يظهر إتجاه تلك الأموال من وإلى البنك وأوجه إنفاقها أيضا، وهو ما تسعى إليه الدولة للقضاء على الاقتصاد الموازي، ومن ثمَّ التهرب الضريبي».
إيقاف التعامل بالنقد في أغلب دول العالم المتقدمة.. «محدش دلوقتي بيشيل كاش»
وأشار الخبير المصرفي ورئيس بنك التنمية الصناعية السابق، إلى توجه دول العالم، خاصة المتقدمة منها، إلى الحد من تداول الكاش، بل وتتسارع أغلبها في تطبيق سياسة «زيرو كاش» على نطاق واسع، حيث لا يتم قبول الدفع على المعاملات المختلفة في المتاجر وغيرها إلا من خلال البطاقات البنكية، حتى لو قمت بـ «شراء كوب من القهوة سعره 1 دولار فقط».
توقع «فهمي»، أن تكون العملات البلاستيكية المتوقع إصدارها قريبا من قبل البنك المركزي المصري بالسوق المحلية، أكثر مقاومة للماء وكذلك كثرة التداول، ولكنها لن تكون مقاومة لـ «النار أو الحريق»، مشيرا إلى دخولنا في الوقت الحالي عصر العملات الرقمية، حيث لن يكون للكاش مكان في تعاملاتنا اليومية في القريب العاجل.