المنقوش بعد حصوله على الجنسية المصرية: تشرفت بجنسية سيدنا النبي «حوار»
الداعية الصوفي: «شعب مصر بيعلم الناس الحب.. والجنسية أعظم مكتسباتي»
الدكتور محمد عوض المنقوش
بعد 20 عامًا من الانتظار والسعي، و42 عامًا من الإقامة في مصر، حصل الدكتور محمد عوض المنقوش، الداعية الإسلامي ذو الأصول الليبية على الجنسية المصرية، وهي الخطوة التي مثلت مفاجأة مفرحة لمحبيه ومتابعي دروسه الدينية، الذين اندهشوا لمعرفة أنه لم يكن مصريًا، إذ لا تشير لهجته ولا سلوكه إلى شيء غير أنه مصري قلبًا وقالبًا.
«شرب من نيلها، ويحن للعودة لأرضها حينما يغيب عنها»، هذا ما قاله «المنقوش» في وصف مشاعره تجاه مصر، مؤكدًا أن تغيير قانون الحصول على الجنسية أتاح له الحصول على الجنسية المصرية، وصدر بذلك قبل أيام قرار رئيس الوزراء المصري رقم 1799 لسنة 2022 بشأن منح الجنسية المصرية لعدد من الأشخاص، من بينهم «المنقوش».
ويُعد «المنقوش» أحد أكبر شيوخ الطريقة الصديقية الشاذلية، التي أسسها الشيخ علي جمعة، وحاصل على الإجازة العالية من قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وله العديد من المحاضرات والشروح في الحديث والتصوف.
ويسرد «المنقوش»، في حوار خاص لـ«الوطن»، تفاصيل وكواليس رحلة حصوله على الجنسية المصرية طوال السنوات الماضية:
في البداية، كيف استقبلت قرار حصولك على الجنسية المصرية؟
أشعر بفخر عظيم لحصولي على الجنسية المصرية، وأعتبرها جنسية ينتسب إليها سيدنا النبي، انتسابًا للسيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل، فهي الأم القديمة لسيدنا النبي من أولاد سيدنا إسماعيل، دليل على أن جنسيته مصرية، فمصرية سيدنا النبي أقدم من انتسابه لمكة أو المدينة، ولا يوجد بلد يضاهي مصر، فهي أعظم بلد في الكون.. بلد الأنبياء والعظماء.
أنا وُلدت في ليبيا، ووالدي ووالدتي من مواليد مصر، والدي من مواليد عام 1935، وجئت إلى مصر عندما كان عمري 12 عامًا، وأقيم في مصر منذ 42 عامًا.
ولماذا تأخرت هذه الخطوة طوال تلك المدة؟
القانون كان يسمح بالحصول على الجنسية المصرية في حال الزواج من مصرية فقط، وكانت هناك شروط عديدة أخرى، وتم تغيير القانون بحيث يُسمح بالحصول على الجنسية المصرية بعد الإقامة لمدة 10 سنوات في مصر.
أيضًا أنا متزوج ابنة عمي ليبية الجنسية، وأولادي الأربعة يدرسون هنا، وكان هذا العائق الذي منعني من الحصول على الجنسية المصرية.
وسعيت بالفعل للحصول على الجنسية المصرية، بعد سماح القانون المصري بها لمن أقام أكثر من 10 سنوات في مصر، وبعد مرور هذه المدة.
وكان لديّ إصرار على الجنسية المصرية، وأن يكون لديّ أوراق ثبوتية مصرية لمدة أكثر من 20 عامًا، بخلاف أي جنسية أخرى: «عايز أعيش وأموت هنا في مصر.. كمان أولادي تزوجوا مصريين، وباقي أولادي يدرسون هنا وزوجتي تعيش في مصر».
ما دوافعك للحصول على الجنسية المصرية؟
درست في الأزهر الشريف، وأعشق مصر وترابها، فالجنسية المصرية عظيمة، وهي من أعظم المكتسبات التي قد يحصل عليها إنسان، وأشعر بالفخر الكبير لإقامتي فيها وحصولي على جنسيتها، و«مصر شيء فريد مفيش زيه لا في طباع شعبها ولا في الموقع الجغرافي».
ما رد فعل محبيك تجاه هذه الخطوة المهمة في حياتك؟
فيه ناس استغربت لما عرفت إني حصلت على الجنسية المصرية لأني متربي هنا منذ كان عمري 12 عامًا، لهجتي وسلوكي مصري، وكانت مصريتنا غالبة وواضحة، وكان هناك ترحيب وفرح لم أتخيله.
عشت في مصر سنوات طويلة وتطبعت بطباع شعبها.. ما الذي تذكره عن ذلك؟
«شعب مصر بيعلم الناس الحب».. فتغيير قانون الحصول على الجنسية فتح بابًا كان شبه مستحيل للحصول على الجنسية المصرية، وأنا ممتن لكل شيء ساهم في تكوين شخصيتي ودعمني في مسيرتي.
مصر تتميز بسر الحب والكرم الغريب، فأنا تعلمت الحب في مصر «إزاي تحب نفسك وغيرك، كان عندي يقين إنه لن يكون هناك التكوين من الحاء والباء إلا في مصر فهي مركزية عطاء بلا مقابل».
كيف استقبلت الأسرة حصولك على الجنسية المصرية؟
أولادي كانوا في قمة السعادة، فابنتي أرجوان «30 سنة» ومتزوجة مصري، وبيلسان عمرها «26 سنة» ومتزوجة من مصري أيضًا، ومزينة عمرها «20 سنة» طالبة جامعية، وعبدالوهاب يدرس هنا أيضًا.
ماذا يتغير في حياتك بعد حصولك على الجنسية المصرية؟
لما كنا بندرس في مصر كنا نتعامل معاملة المصريين داخل الكليات والمدارس إلا أن الأوراق المطلوبة لتلك الإجراءات كانت تصدر من السفارة، وكان يصدر لنا ورقة «يُعامل معاملة المصريين»، فمصر تستضيف كل من يأتي على أرضها لكن فقط تخلصنا من الإجراءات الروتينية بمصر.
وشرف عظيم لي الانتساب لهذا البلد الذي شربت من نيله، ففيه سر عظيم، وعندما أسافر أي بلد خارج مصر بكون متضايق، والروح تعود لي بعودتي إلى مصر.