استشاري مناعة: وصول مرض «الموت الأسود» إلى مصر شبه مستحيل
الطاعون الدبلي .. الموت الأسود
بعدما أعلنت السلطات الصينية الصحية، ظهور حالة لمرض الطاعون الدبلي أو ما يسمى بـ«الموت الأسود»، بمنطقة نينغشيا، شمال غرب البلاد، سادت حالة من القلق على خلفية هذا الإعلان، الذي أعاد للأذهان سيناريو انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في الصين، ثم تفشى في دول العالم وتسبب في إغلاق وشلل تام استمر على مدار عامين، ليتكرر السؤال هل يمكن أن يتكرر سيناريو فيروس كورونا مع «الموت الأسود»؟.
مرض وبائي يتنقل من القوارض
الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أكد أن مرض الطاعون الدبلي أو ما يطلق عليه «الموت الأسود» هو أحد الأمراض الوبائية التي تتنقل عن طريق الحيوانات، لافتا إلى أن عملية انتقاله إلى الإنسان تتم من خلال وسيط وهو برغوث الفئران: «لكي ينتقل المرض إلى الإنسان لابد أن من وجود حيوان مصاب - القوارض - وناقل للمرض وهو البراغيث.. البرغوث يلدغ القوارض المصابة بالمرض وبالتالي يحمل المرض في دمه، وعندما يقوم بلدغ الانسان ينقل إليه المرض».
وأضاف استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح لـ«الوطن»، أن نقل المرض من القوارض يمكن أن يتم أيضا من خلال التعامل مع الحيوانات المصابة أو من خلال أكلها، كما حدث قبل عامين في الصين عندما أصيب أحد الاشخاص بسبب تناوله «المرموط» وهو أحد القوارض الحاملة للمرض، بحسب ما أعلنته السلطات الصحية الصينية وقتها.
ليس سريع العدوي مثل كورونا
وأوضح «الحداد»، أن الإنسان المصاب بالطاعون الدبلي يمكن أن ينقل المرض إلى إنسان آخر من خلال الرذاذ ولكن يجب أن يكون ملاصق له ملاصقة تامة، وخاصة أنه ليس سريع العدوى والتفشي مثل فيروس كورونا المستجد.
وحول أعراض المرض، أكد استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن الأعراض الأكثر شيوعاً هي ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم والعظام، التهاب في العقد الليمفاوية، إسهال وترجيع، ويمكن أن ينتج عنه حدوث نزيف.
وصوله إلى مصر شبه مستحيل
وحول إمكانية انتقال المرض وانتشاره خارج الصين وتحديدا وصوله إلى مصر، أكد استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن فكرة انتقاله إلى مصر صعبة وتكاد تكون شبه مستحيلة، لافتا إلى أن تواجده في مصر يتطلب وجود العوائل الخاصة به والمتواجدة في القوارض والوسيط الخاص به وهي ما يسمي برغوث القوارض، وهذا أمر نادر الحدوث أن ينتقل قارض حامل للمرض من بلد إلى آخر.
أما الطريقة الثانية التي يمكن أن يدخل من خلالها المرض، هي وصول شخص مصاب، وهذا أمر صعب الحدوث في ظل وجود إجراءات احترازية في المطارات، كما أن هذا المرض ليس شديد العدوى أو الانتشار مثل فيروس كورونا المستجد.
وحول طرق القضاء عليه، أكد «الحداد» أنه بمجرد وجود حالة مصابة بالمرض يتم حصار المنطقة الموبوءة، وعزل الحالات المصابة وعلاجها، مع القضاء على جميع القوارض المتواجدة في المكان، لافتا إلى أنه لا يوجد لقاح لمرض الطاعون الدبلي وإنما يتم علاج الأعراض باستخدام أنواع من المضادات الحيوية.