مؤلف «الحب والحقد المقدس» عن أيمن الظواهري: ابتعد عن وسطية أسرته المتدينة
الأسرة لم تتواصل معه منذ الثمانينات ورصدت علاقته بجده لأمه في الكتاب
الدكتور عبد الباسط هيكل ملف سيرة الظواهري الذاتية
قال الدكتور عبد الباسط هيكل، الأستاذ بجامعة الأزهر المتخصص في تحليل بنية الخطاب الديني، وصاحب كتاب الحب والحقد المقدس حوار الجد والحفيد، الذي رصد فيه سيرة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله في غارة لطائرة دون طيار استهدفت مكان اختبائه في العاصمة الأفغانية كابول، أول أمس، إن الظواهري كانت له أفكاره وانتماءاته المتشددة التي ابتعدت به عن وسطية أسرته العريقة التي تنتمي للشيخ محمد الظواهري شيخ الأزهر، جده لأبيه، والدكتور عبدالوهاب عزام جده لأمه، والذي كان من الشخصيات الصوفية المرموقة، مشيرا إلى أن انتماء جده لأمه للصوفية لم يفسد العلاقة بينهما، ولم يهاجمها الظواهري في أي مرحلة من مراحل حياته رغم الاختلاف الكبير بين السلفيين والصوفيين.
أسرة الظواهري كأي أسرة مصرية وسطية التدين
وأضاف الدكتور هيكل في تصريحات لـ«الوطن» أن أيمن الظواهري نشأ في أسرة مصرية متدينة وسطية ولكنه تأثر بالتيارات المتشددة من أحد جيرانها ويدعى نبيل البرعي، زميله في الثانوية، الذي أثر فيه وأدخله عالم السلفية الجهادية، حيث كان له تأثير كبير في تغيير حياة أبمن الظواهري، فليس صحيحا أن الظواهري كان أول علاقة له بالسلفية والجماعات الجهادية قضية اغتيال السادات لأنه كان بالفعل معتنقا للأفكار الجهادية منذ علاقته بجاره وزميله نبيل البرعي، ولكن ظهرت ميوله في قضية السادات وبعدها عندما ترك مصر واستقر في أفغانستان وإعلانه الانضمام للجهاديين هناك، ومن هذا الوقت انقطعت صلته بأسرته وعائلته تماما، الذين أكدوا هذا في أكثر من موقف.
الظواهري اعتنق الأفكار الجهادية من صديقه البرعي
وأوضح هيكل أنه التقى بأسرة الظواهري ممثلة في والدته قبل رحيلها وخاله في عام 2006 للكتابة عن جده الراحل الدكتور عبدالوهاب عزام، أحد أقطاب الصوفية وفارس الخاطرة والسياسي البارز في القرن الماضي، وهنا توطدت العلاقة وعرف الكثير عن جد الظواهري لأمه وعلاقتهما، وهو ما دفعه لكتابة «الحب والحقد المقدس» حوار الجد والحفيد، والذي رصد فيه اختلاف عالمي الظواهري وجده لأمه، ورصد فيه السيرة الذاتية للظواهري من خلال هذا الكتاب، وكيف كان علاقته بجده لأمه الذي أسس مسجد وحلقة علم صوفية، وكيف خرج الظواهري عن هذه العباءة واتجه نحو أفكار التطرف والجهاد ولكنه في نفس الوقت احترم صوفية جده، ولم يتعرض لها رغم اختلاف الفكرتين تماما.
وأكد هيكل أن أشقاء أيمن بعيدون تماما عن الأضواء وأنه تواصل مع والدة أيمن الحاجة «أميمة»، وكانت سيدة فاضلة تنتمي لعالم جليل هو الدكتور عبدالوهاب عزام، «من هنا كانت معرفتي بالكثير عن أيمن وكيف تحول إلى السلفية الجهادية وانتهى به المطاف زعيما للقاعدة أكبر تنظيم سلفي جهادي، والمنبع والمرجع لكل التنظيمات الجهادية والإرهابية في العالم»، مشيرا إلى أن فكر أيمن كان بعيدا تماما عن فكر أسرته التي كانت تنتمي للفكر الأزهري امتدادا للشيخ محمد الظواهري شيخ الأزهر في الفترة من 1930 إلى 1935 ميلاديا بجانب التأثر بالتصوف المصري الشعبي، والذي تأثروا به انتماء للجد للأم الدكتور عبدالوهاب عزام، والذي كان أحد تلامذة الدكتور طه حسين، وأول من أدخل دراسة اللغات الشرقية في مصر وكان صاحب مذهب تصوفي وكان يقدم الفكر الصوفي وأول من عرف العالم بمحمد إقبال الشاعر الصوفي الهندي، وكان له مسجد كان يؤدي به دروس من المنظور التصوفي والخطاب الإصلاحي وكان رافضا للفكر السلفي الجهادي والتطرف.