حياة مهددة بالخطر يعيشها الطفل مازن عبد الهادي، صاحب الـ4 أعوام، لإصابته بأكثر من مرض منذ الولادة، جعل أسرته تتفرغ بالكامل للطواف على المستشفيات المختلفة، ولكن دون جدوى حتى الآن.
ولادة «مازن» كانت مختلفة عن غيره من الأطفال، حيث خرج من رحم والدته مصابا بمياه بيضاء وزرقاء وتشوهات شبكية على العين، مع مشكلات في الخصية اكتشفتها الأسرة بعد أسبوعين من الولادة، حسبما ذكر والده في حديثه مع «الوطن».
أزمة «مازن» مع المياه الزرقاء والبيضاء
لم يكتشف الأطباء إصابة الطفل بالمياه الزرقاء والبيضاء على العين مع الولادة بحسب الأب: «قالولي ممكن تكون صفرا أو تلوثات من العملية»، لتتوجه الأسرة إلى مستشفى بالقرب من محل إقامتهم في شبرا الخيمة، وبدورها حولتهم إلى مركز متخصص في علاج الرمد في الجيزة، ليتأكدوا من إصابة الطفل بالمياه على العين، ولكنهم غير قادرين على إزالتها سوى بعد مرور 3 أشهر.
ومن مستشفى لآخر أجرى الطفل أول جراحة وعمره 42 يومًا، في مستشفى أبو الريش؛ لإزالة المياه البيضاء على العين، وبعدها بشهر أجرى أخرى للمياه الزرقاء، إلا أن الأزمة تفاقمت بإصابته بمضاعفات في أثناء الجراحة، وأصيب الطفل بنزيف داخلي وقطع في الشبكية.
مضاعفات عانى منها الطفل
تحول الطفل إلى مستشفى قصر العيني لوقف النزيف، وعلاج الشبكية مع طبيب متخصص، وبالفعل تم وقف النزيف عن طريق تركيب سليكون، لكن إزالته عقب شهر من تركيبه فؤجت الأسرة بكبر حجم عين الطفل عن الشكل الطبيعي: «بقت غليظة لبرا»، لتعود الأسرة به مجددًا لمستشفى أبو الريش، ويتم تشخيصه مريض ضغط عين مزمن، ما يتطلب استخدام قطرة خاصة للعين بشكل دائم مرتين يوميًا.
لم تستقر حالة الطفل مع ذلك، بل ظل يتابع مع أطباء رمد بشكل مستمر، وأجرى حوالي 7 عمليات للعين بالليزر لتقليل المضاعفات، وبعد إتمامه العام الثاني أجرى جراحة على الخصية في مستشفى ناصر العام في شبرا الخيمة، ولكن ظل يعاني من الضعف العام: «مبيمشيش»، ما جعل أسرته تلجأ للعلاج الطبيعي، لكن حدث ما لم يكن متوقعًا.
والد «مازن»: «مبيمشيش ولا بيتكلم»
خلال جلسات العلاج الطبيعي تعرض «مازن» إلى كسر في القدم اليمنى، وقضى في الجبس شهر ونصف، ليتبين إصابته بهشاشة ولين عظام فوق الوصف: «دخل سن المشي والكلام لكن معملش حاجة فيهم»، كما أن وزنه كان 6 كيلو وقتها، ليخضع للعلاج مع طبيب تمثيل غذائي رفع وزنه لـ10 كيلو بالاستعانة بلبن خارجي يسير عليه بشكل مستمر.
فحوصات وأشعة منها رنين ومقطعية و«3D» أجراها الطفل بطلب من أطباء المخ والأعصاب، للتأكد من أن المخ سليم ولا يعاني من أي خلل يتسبب في تأخر الكلام أو المشي، إلا أن نتائج الفحوصات كانت سليمة، ومع ذلك لم تكن حالة الطفل طبيعية: «محدش عارف اللي فيه ابني سببه إيه».
أمنية والد «مازن»
اتفق الأطباء في التخصصات المختلفة على احتياج «مازن» لإجراء تحليل جينات وراثية، ولكن تكلفته تصل إلى 15 ألف جنيه في المركز القومي للبحوث، و20 ألف جنيه في المراكز الخاصة، ولم تدبر الأسرة حتى نصف المبلغ المطلوب، حيث إن الوالدين اضطروا لترك أعمالهم لمتابعة حالة الطفل: «كنت مساعد مدير في سلسلة مطاعم دلوقتي شغال على موتوسيكل عشان أكون جنبه»، متمنيًا أن يرى طفله في حالة سليمة كباقي أقرانه الصغار.
تعليقات الفيسبوك