قَدَراً، أصيب معرض صحارى الدولى الزراعى فى دورته المنتهية مساء الأربعاء الماضى، بحالة إجهاد تستوجب التدخل لإنعاشه، وذلك من وجهة نظر المتخصصين الزراعيين، سواء من عملائه العارضين، أو زائريه من كافة أنحاء مصر.
المعرض وُلِد مصرياً داخل قاعة صغيرة فى أحد فنادق مصر عام 1987، وأصبح «براند»، استحق دخول خريطة المعارض الدولية عالمياً، بجهود المصرى أيمن زكريا نيل، الذى لم تكن له علاقة بالزراعة، إلا حبه للخضرة والماء والوجه الحسن لمصر.
أظهرت التجربة أن الأب ليس كالوصى، إذ كان الأول يعمل بروح «تربية الوِلْد» ليكبر ويشب، لكن الشركة البريطانية الرائدة فى تنظيم المعارض الدولية، التى حازت «البراند» تعاملت مع المعرض كواحد من المنتجات التى وجب تسويقها تجارياً، وهذا حق أصيل لها.
وما سجلته آراء معظم العارضين والزوار للدورة 34 من «صحارى» يدفع المحبين للمساهمة فى اقتراح حلول لإنعاش الحدث الدولى، الذى يفيد مصر، أكثر مما يفيد الشركة المنظمة.
ألقت الحكومة بحمول المعرض فوق أكتاف وزارة الزراعة، لمجرد أنه يحمل صفة «زراعى»، وهو فى الحقيقة تجمع تجارى لمستلزمات إنتاج الغذاء الإنسانى والحيوانى والداجنى والسمكى، كما أنه كرنفال لتجمع عشرات الآلاف من الزراعيين المصريين والعرب والأجانب، وهنا مطلع القصيد.
وزير الزراعة افتتح المعرض تقديراً للعارضين، الذين يستبشرون الخير باهتمام الدولة ممثلة فى وزير الزراعة، لكن مخرجات هذا المعرض، وغيره من المعارض المتخصصة تصب مباشرة فى خزانة الدولة، سواء جذب الاستثمارات الأجنبية، أو تشجيع الصادرات، أو حصد الليالى الفندقية، أو إشغال المطاعم والمقاهى والمتاجر، وحتى المواصلات (تاكسى، باصات، قطار، مترو).
معرض صحارى وغيره من المعارض تُصنّف كفعاليات سياحية فى المقام الأول، ومن هنا، تبرز أهمية روشتة الإنعاش بآليات تنفيذ سهلة وطوع أيدى رئيس الوزراء، وفيها:
- تخصيص شهر قبل افتتاح المعرض فى لوحات «الأوت دور» على الطرق السريعة، فى القاهرة الكبرى، وفى الشوارع الرئيسية فى عواصم المحافظات لإعلانات المعرض كمساهمة من الدولة على أن تتحمل الشركة المنظمة طباعة الخامات وأعمال التركيبات والفك فقط.
- تدشين وزارة السياحة حملة تسويقية للمعارض الدولية المصرية، بالتعاون مع الملحقيات التجارية فى جميع الدول التى توجد لمصر فيها بعثات دبلوماسية، وذلك لتحفيز هذه الدول ورعاياها على المشاركة فى العرض أو زيارة المعارض، وربط حضور المعارض بزيارة المعالم السياحية المصرية.
- تخصيص وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والصحة، حافلات نقل جماعى من محافظات مصر، لزيارة المعارض الدولية التى تقام فى القاهرة، بهدف دعم العارضين نفسياً.
- تصميم وزارة النقل والمواصلات برنامجاً إلكترونياً، يتيح استخدام «كود التسجيل الإلكترونى للمعرض»، كتذكرة لاستخدام المواصلات العامة على خطوط سير مركز المعارض، مجاناً، إضافة إلى وضع ملصقات المعرض على الحافلات العامة.
- تسهيل البنك المركزى إدخال الآلات والمعدات والمنتجات الأجنبية من الموانئ، قبل افتتاح المعرض، حيث أدى تعطل دخولها هذا العام لإلغاء حجوزات أكثر من 70% من العارضين الأجانب هذا العام.