«سمعة» لم ينجب فوهب حياته لخدمة قطط الشوارع: «ربنا بيعوضني بيها»
سمعة يطعم القطط
في صباح كل يوم، يجوب «محمد» شوارع الإسكندرية، وعيناه تبحث في أرجائها عن القطط التي لا مأوى لها ولا تجد من يطعمها ويحنو عليها، فعاطفته الشديدة تجاهها جعلته رئيفًا ورحيمًا بها، لتكون هي ونسه في الحياة خاصة أنه لم ينجب، فخصص معاشه كاملًا من أجل شراء الطعام والشراب لتلك الحيوانات.
تبنى القطط ووهب حياته لها
يحكي محمد طه الشهير بـ«سمعة» في حديثه لـ«الوطن»، أنه تزوج منذ 35 عاما ولكنه لم ينجب فترك زوجته وعاش وحيدًا، لتكون القطط هي ونيسه الوحيد ومثل أولاده: «القطط بقت هي أولادي، وبيستنوني مرتين يوميا، مرة الصبح بشتري ليها لانشون، وبليل بأجيب ليها لبن، ومعاشي كله ليها وبأخد بس حق المواصلات».
«لما كنت موظف كانت مواعيد أكلها مختلفة، وغيرتها بعد المعاش».. يذهب سمعة للسوبر ماركت يوميًا لشراء احتياجات قططه التي أصبحت تتنظره في لهفة، ويجلس بينها مستمدًا منها الشعور بالحب والدفء والراحة: «أنا اتبنيتها وبقيت هي حياتي».
«سمعة»: ربنا بيعوضني بالقطط
وعن سر اهتمامه الكبير بالقطط، يروي «سمعة»: «لما كنت صغير عرفت إن جدتي ربنا مرزقهاش غير بوالدي، وكانت عايزة تخلف تاني لكن كل أطفالها ماتوا بعد ما اتولدوا، فلجأت لوصفة شعبية نصحتها بيها واحدة من معارفها وهي إنها تقتل كلب، وللأسف جدتي عملت كده، وزعلت جدا علشان كنت بحب جدتي أوي وعارف إنها طيبة، وعرفت إن اللي بيعمل خهير ربنا بيستجيب لدعائه، فقررت أطعم القطط وأدعي أن ربنا يغفر لجدتي على اللي عملته بدون قصد».
«بتمشى يوميًا من الورديان لغاية المنشية واستنى القطط في كل شارع».. طوال السنوات السابقة لم يكل «سمعة» أبدًا من خدمة القطط وإطعامها: «ربنا بيعوضني بيها».