دعوات الناس مكسب.. طبق فاكهة تحول لمشروع خيري يوزع على غير القادرين بسوهاج
مبادرة المحمود الخيرية لبيع الخضار بالتجزئة
أطباق فويل معبأة بـ3 أنواع فاكهة طازجة مستوردة ومغلفة بأكياس حرارية، طريقة لجأت إليها «محلات المحمود بسوهاج»، ليقللوا من تناول أطفال المدارس للشيبسي والأندومي، وليتعودوا على الأكل الصحي والمفيد من الخضروات والفاكهة والمأكولات المعدة في المنزل، لذا قرر أحمد رزق، صاحب المحل، أن يكون سعر هذا الطبق 5 جنيهات لا تزيد بتغير أنواع الفواكه التي يحتويها الطبق لتتناسب مع مصروفات الأطفال، ورغم تجاوزها هذا السعر إلا أنه فضل الفائدة على الربح، يقول: «التفاحة لوحدها بـ7 جنيه ده، غير الأنواع التانية والفويل والعمال اللي شغالين تغليف».
وجد «رزق» أن الكثير من البيوت ربما لا تدخلها الفاكهة سوى مرة أو اثنتين في الشهر؛ نظرا لارتفاع سعر الفاكهة المستوردة، التي أصبحت تسيطر على الأنواع الموجودة في السوق، وهو ما دفعه لتنفيذ هذه الفكرة بعض النظر عن الخسارة والمكسب.
يوضح: «فيه بيوت يدوب تقدر تجيب احتياجها الأساسية، فوفرنا فاكهة للأطفال على قد مصروفهم»، ومنذ اليوم الأول لتنفيذ الفكرة لاقت رواجا من الأطفال، ومع دخول المدارس نفذت كميات الأطباق، خاصة أن المحل يحيط به مجموعة من المدارس، وهو ما دفهم لزيادة الكمية في اليوم التالي: «الفكرة مكسرة الدنيا مش ملاحقين عليها.. احنا حاليا مش بنبيع غير أطباق فاكهة».
الجمعيات الخيرية تشتري أطباق وتوزعها على المستحقين
وجدت الفكرة صدى كبيرا، وأشاد بها الكثيرون، وتلقى صاحب المحل اتصالات من عده أشخاص ورسائل لشكره على ما فعله، واستئذانه في تطبيقها، وسرعان ما تحولت لمشروع خيري؛ إذا أقدمت إحدى الجمعيات الخيرية في سوهاج على شراء كمية كبيرة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، كما فعلت ذلك نقابة المحامين، وأرسلت لهم سيدة من المنوفية مبلغ لـ50 طبقا لتوزيعه على المستحقين له، حسبما ذكر صاحب المحل، وهو ما دفعه على أن يتبرع بمجموعة من هذه الأطباق: «مش لازم المكسب طول الوقت يكون فلوس.. رضا الناس مكسب وكفاية دعواتهم لينا».
ولكي يستمر عمل الخير أنشأ أحد الزبائن الأكثر ترددا على المحل، «جروب» للتوزيع على أكبر عدد ممكن، وليشارك في الخير من يريد.
المحل يسعى لتقديم «طبق العيلة» على حسب الطلب
الموز والتفاح المستورد فاكهة أساسية في طبق «المحمود»، بينما النوع الثالث اختياري حسب الطلب والفاكهة الموجودة بالمحل، ولم تقتصر فكرة الطبق على الأطفال وطلاب المدارس، بل لجأت إليه الأسر والصنايعة الذين يعملون في مشروعات بالقرب من المحل، كما أن رواج الفكرة دفع المحل لتجهيز طبق آخر للسلطة وبالسعر ذاته، يحتوي على «طماطم، فلفل، جزر، ليمون، وغيره».
يقول رزق: «ميزة طبق السلطة بيكون طازة وعلى القد مش بيزود خضار يفضل لتاني يوم يدبل وفايدته تروح»، موضحا أن هذه الفكرة لاقت إعجاب العمال المغتربين وطلاب المدينة الجامعية، مشيرا إلى أن «سوهاج فيها نسبة كبيرة من المغتربين والزبون العادي بيفضله عشان طازة»، ويستعد صاحب المحل لتجهيز «طبق العيلة» على حسب عدد الأفراد والطلب.