فى العام 1933، استولى الحزب النازى بقيادة أدولف هتلر على الحكم فى ألمانيا، وكان يستند إلى عقيدة عنصرية متطرفة تتمحور حول تفوق الجنس «الآرى» على بقية الأعراق والأجناس، وضعت الجنس السامى «العرب واليهود» فى أدنى درجات البشرية، وفى سبيل تأكيد تفوق جنسه شن حروب إبادة انتهت بحرب ضد العالم، استمرت 6 سنوات. ووقتها تجمعت جيوش العالم، غرباً وشرقاً، لمواجهة هتلر وطموحاته وعنصريته المقيتة، حتى انتهى الأمر بنهاية النازية وتجريم كل من يعتنق مبادئها.
لكن، هل مات هتلر حقاً، كما تقول الرواية التاريخية، أم أن جينات عنصريته مزروعة فى الخصائص الوراثية لزعماء الغرب؟
فى الأسبوع الماضى شهدت فرنسا سلسلة هجمات إرهابية شرسة، نفذها مجانين من خريجى مصانع المخابرات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية، وخلفت هذه الهجمات نحو 20 قتيلاً، وهبّ العالم كله للتضامن مع فرنسا، الكل يعزى والكل يدين ويستنكر ويبكى، وهذا واجب وحق وتعاطف طبيعى مع أى روح إنسانية يفقدها العالم، لكن: أليس غريباً أن هذا التعاطف لم يظهر إلا مع الدم الأوروبى، بينما الدم المصرى -مثلاً- أو العربى يسيل بشكل يومى دون أن يهتم الغرب أو يتعاطف، بل إنه كان دائماً يطالب بحقوق القتلة؟!
بين العامين 1990 و2003، قتل نحو نصف مليون عراقى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بسبب العقوبات الاقتصادية الجائرة التى فرضتها أمريكا على صدام حسين، ولم يبكِ العالم على أى واحد من هؤلاء الأبرياء. وفى العام 2006، شنت إسرائيل حرباً دموية ضد لبنان راح ضحيتها 500 قتيل، ولم يبكِ العالم على واحد منهم. ثم شنت إسرائيل 3 حروب ضد غزة أعوام 2008 و2012 و2014، خلفت نحو 3750 قتيلاً، نصفهم من الأطفال، ولم يبكِ العالم على واحد منهم.
وفى سوريا، التى بدأت ثورة ضد نظام «الأسد/ البعث»، وحولتها قوى الغرب إلى جحيم للإرهاب، خسرت البلاد نحو 250 ألف روح، وتشرد أكثر من 4 ملايين لاجئ، فيما يمكن وصفه بأنه أكبر جريمة فى حق الإنسانية، ولم يبكِ العالم على واحد منهم. وفى ليبيا، زاد عدد القتلى خلال سنوات ما يسمى «ثورة»، على 10 آلاف، ولم يبكِ العالم على واحد منهم. وفى مصر، خسرت البلاد منذ 30 يونيو 2013 حتى الآن نحو 1000 قتيل، لم يبكِ العالم على أحد منهم، لكنه بكى على القتلى فى صفوف الإرهاب وطالب بإطلاق سراح الإرهابيين، بينما كان يمدهم بالسلاح سراً.
هذا هو تعاطف الغرب مع دمائنا، ما زال ينظر إلينا بعيون هتلر، لا بأس من أن يمنح السلاح لقاتلينا، يموت منا مئات الآلاف فلا يهتز له جفن، ثم يتألم عندما يفلت قاتلوه المأجورون من قبضته ليمارسوا جنون القتل على أرضه، نحن فى نظر الغرب مجرد كائنات فى أدنى سلم التطور البشرى، والغرب كله فى عيوننا ليس سوى هتلر.