تيريزا فيدالجو
أصبح من الشائع جدًا خلال الوقت الحالي العثور على الخدع والمعلومات المضللة على العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تداولها لكسب الزخم، وهناك احتمال كبير بأنك قد تكون صادفت مثل هذه القصص التي تعتمد على نظريات المؤامرة والتهديدات وما شابه.
تيريزا فيدالجو كانت إحدى هذه القصص التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتطلب من المستخدمين مشاركة بعض المنشورات، وإلا فليستعد للعواقب، إذ تعتبر قصة تيريزا ليست الأسطورة الأولى التي يروج لها الناس ولن تكون الأخيرة، ولكن من هي تيريزا فيدالجو؟.
قلة من الناس يعتقدون أن قصة شبح تيريزا فيدالجو حقيقية، وجرى تسليط الضوء عليها لسنوات عديدة، وبحسب القصة فإنّ تيريزا فيدالجو هي شبح سيدة ماتت في حادث عام 1983 في سينترا بالبرتغال، وبعد ما يقرب من عقدين من الحادث، تم نشر لقطاتها لأول مرة على الإنترنت في 12 يوليو 2003، وانتشرت بسرعة كبيرة في فترة زمنية قصيرة، بحسب ما ذكره موقع «thetealmango».
ويُظهر الفيديو الذي انتشر على الإنترنت، مجموعة أصدقاء يقودون سيارة بالقرب من الجبال عندما قرروا عرض خدمة توصيل مجانية لسيدة تُدعى تيريزا فيدالجو بسيارتهم، وعندما دخلت السيارة ظلت هادئة بشكل غريب لبعض الوقت، وأخيرًا وبعد فترة وجيزة تحدثت الفتاة مع الركاب واصطحبتهم إلى النقطة التي ماتت فيها على الطريق، قائلة: «هذا هو المكان الذي مت فيه قبل سنين».
فجأة، تدور الكاميرا في الجزء السفلي من ظهر المرأة ليظهر وقد تغيرت ملامحها ويغطي وجهها الدماء، ثم هاجمت السائق ليفقد السيطرة على السيارة، وفي هذا الحادث مات راكبان، رجل وامرأة، ونجا الثالث، الذي يُعرف باسم ديفيد وهو الذي حكى هذه القصة.
ظل ديفيد لسنوات عديدة لا يستطيع سرد ما حدث بالضبط في تلك الليلة، إلا أنّ بعض المسؤولين أكدوا أنّ امرأة تدعى تيريزا فيدالجو توفيت في حادث سيارة عام 1983 في نفس المكان المحدد.
ديفيد ريبورداو، مبتكر محتوى برتغالي، هو كاتب قصة تيريزا فيدالجو، إذ تم تسجيل الفيديو في فبراير 2003 عندما ذهب مع أصدقائه في رحلة لتصوير مواقع مختلفة لفيلمه القادم بعنوان «Virus»، وأصبحت قصة تيريزا فيدالجو نوعًا من الخدع التي تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي عبر النسخ واللصق، والتي تقول إن شبح المرأة سيطاردك إذا لم تقم بإعادة النشر.
ويأتي المنشور الذي يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي برسالة تقول: «أنا تيريزا فيدالجو وإذا لم تنشر هذه الرسالة على 20 صورة أخرى فسوف أزورك في منامك إلى الأبد»، ظهرت بعض الرسائل الأخرى التي تداولها البعض ونشرها عدد قليل من المستخدمين تقول: «تجاهلت فتاة هذه الرسالة وتوفيت والدتها بعد 29 يومًا، ويمكنك حتى البحث عني على جوجل».
وبحسب موقع «thetealmango»، فإنّ قصة تيريزا فيدالجو ليس لها أساس من الصحة، والفيديو المنشور على الإنترنت ما هو إلا منتج ثانوي لفيلم قصير ما يدل على أن اللقطات حقيقية، ولكن القصة الكاملة التي تشاهدها مكتوبة ومصممة جيدًا إلى حد الكمال هي على غرار فيلم روائي.
جدير بالذكر أيضًا أنّ المخرج البرتغالي الذي أنتج الفيلم القصير يحمل نفس اسم الشخص الذي نجا من الحادث، وتم تحميله لأول مرة على موقع يوتيوب في عام 2014 على قناة David Rebordão، بعنوان «A CURVA».
وأكد المنتج مجددًا أن هذه القصة مكتوبة، ومقطع الفيديو الذي يتم تداوله على الإنترنت هو جزء من مقطع فيديو لأحد أفلامه، وذلك في مقابلة أجرتها معه إحدى القنوات الإخبارية، وعلى الرغم من توضيحه على قنوات التلفزيون، لا يزال مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يعتبرون أن هناك قصة حقيقية عن حادث تيريزا فيدالجو عام 1986.
تعليقات الفيسبوك