«العيش البتاو».. «بقسماط» سكان القرى الريفية بالمنيا في سحور رمضان
صناعة العيش البتاو في قري المنيا
مع حلول الشهر المبارك، يصطف المئات أمام طواحين الدقيق البلدية، لطحن الذرة الشامية واستخراج الدقيق، الذي يستخدم في صناعة العيش «البتاو»، وهو الوجبة التي يفضلها المزارعون في قري محافظة المنيا، أثناء تناول وجبة السحور لأنها تكون ذات مذاق جيد وفي نفس الوقت خفيفة على المعدة وسهلة الهضم.
التحضير لصناعة العيش البتاو في شعبان
وعقب الاحتفال بليلة النصف من شعبان يبدأ تحضير العيش البتاو في جميع قرى محافظة المنيا، وهي عملية ليست بالسهلة على الاطلاق حيث تستغرق وقتا طويلا قد يمتد ليوم كامل، يبدأ من الصباح الباكر وحتى حلول المساء.
«أم بدر»، سيدة ريفية بارعة في صناعة العيش البتاو بقرية زهرة التابعة لمركز المنيا، قالت إنه الخبز المفضل للجميع خلال شهر رمضان المبارك، ويتم التجهيز لصناعة التباو قبل حلول شهر رمضان، فبعد حصاد محصول الذرة الشامية يتم تخزينها بطريقة معينة داخل أجولة بالمنازل، شريطة ألا تتعرض للرطوبة، ومع اقتراب الشهر الكريم يتم تنظيف الذرة والذهاب إلى ماكينة الطحين الموجود بالقرى لتحويل الذرة الشامية إلي دقيق.
الحلبة الحصى لحفظ البتاو فترة طويلة
وأضافت في تصريحات خاصة لـ «لوطن»، أنه بعد تحضير الدقيق الشامي يتم عجنه جيدا بالماء الدافئ وإضافة الملح والحلبة الحصى، حفاظا عليه من التلف، ثم تبدأ عملية الخبز من خلال استخدام مطارح لتوسعة قطعة العجين حتى تتحول لبتاو كبير الحجم، يدخل بعد ذلك في الفرن البلدي الذي يتم اشعاله باستخدام روث الماشية ومخلفات الذرة الشامية، وخلال دقيقة واحدة تنتهي عملية التسوية.
وأوضحت «أم بدر»، أن هناك نوعين من العيش البتاو، «الطري»، ويتم تناوله خلال 3 أيام بحد أقصي، والناشف أو الجاف ويتم تجفيفه جيدا داخل الفرن، ويتم تناوله في وجبة السحور مع اللبن الحليب واللبن الرايب والزبادي والجبن القريش، وجميع منتجات الألبان، كما يفضل البعض تناول البيض المقلي والعدس والكشك المطبوخ بالعيش البتاو، فلا يخلو منزل واحد في القرى منه طوال شهر رمضان المبارك.