أثناء سيره بالشارع، تحركه غريزته التي تربى عليها، فيتلو آيات من القرآن الكريم وابتهالات لمختلف المشايخ، دون إدراك أنه يسير بين الناس، بل أحيانًا يستمع المارة لصوته ويعبرون عن إعجابهم به وبخامة صوته، كما تعود على الآذان أثناء السير بالشارع عندما يعلم بأن وقت الصلاة قد حان.
محمد زكريا، تخرج في كلية الشريعة والقانون جامعة أسيوط، بدأت علاقته بقراءة القرآن من خلال والده، حين كان يأخذه معه للصلاة في المسجد، وكان يستمع دائمًا إلى مشايخ ويحاول تقليدهم، واشتهر بذلك داخل قريته، يروي لـ«الوطن»: «كان دائمًا مشايخ القرية يجيبوني علشان أقلد أصواتهم وبيكونوا مبسوطين وبعد كده ابتديت أنشد في أي حفل في القرية وفي الإذاعة المدرسية برضو واساتذتي كانوا دائمًا مُشجعين ليا».
التطوير من موهبة «زكريا».. تعلم المقامات الصوتية
بدأ «زكريا» التطوير من موهبته بعد أن اكتشفها والده ومشايخ قريته، فسعى لتعلم المقامات الصوتية، والاستماع المستمر للقراء: «بدأت أسمع للناس القديمة والمدارس العريقة زي الشيخ محمد عمران والشيخ النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبا»، ثم التحق بمدرسة الإنشاد الديني وأصبح مُحبًا لتلاوة القرآن الكريم.
يدندن «زكريا» مع نفسه بالشارع، إذ تعود على ذلك من الصغر، وفي أوقات يندمج مع تلاوته فيعلو صوته ليسمعه المارة بوضوح، ثم يكتشف بعد ذلك، أن صوته أصبح يسمع صداه من يقف في نهاية الطريق، يحكي: «بحب أدندن مع نفسي وساعات بعلي صوتي لما بيكون مزاجي رايق أو بسمع حد من المشايخ ومتسلطن، ومش بس في الشارع، ده في البيت كمان أو وأنا بشتري، لأن أنا بحب أشغل صوتي، ركنة الصوت بتخليه يصدي»، كما يتمنى «زكريا» أن يحقق شهرة واسعة، يقول: «نفسي أحقق شهرة بالشيء اللي يرضي المولى عز وجل وأنشر كل شيء ينفعني فيما بعد وينفع الناس».
فيديو له وهو يؤذن الفجر يحقق ملايين المشاهدات
وذات مرة، التقطت له إحدى الصفحات الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فيديو أثناء سيره بالشارع يؤذن لصلاة الفجر بصوت عالي، في وقت ساد الهدوء المنطقة بأكملها، وهدفه كان سماع المحيطين بالشارع أذان صلاة الفجر، نظرًا لبُعدهم عن المسجد، وطلب منه المُصور نشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليحقق ملايين المشاهدات التي أعجبت كل من شاهد الفيديو.
تعليقات الفيسبوك