الثقافة والفكر: معرض دولى للكتاب.. ودعوة دور النشر لإصدار مكتبة سيناء
الدراسة الرابعة بعنوان «سيناء.. ملامح ومعالم ثقافية وحضارية»، أعدها المجلس القومى للثقافة والفنون والآداب والإعلام بالمجالس المتخصصة، وأوصى فيها بأن يعهد إلى جامعة قناة السويس إنشاء كلية تحت مسمى «كلية سيناء»، يختار لها موقع مناسب فى قلب شبه الجزيرة، يتفق عليه مع محافظتى شمال وجنوب سيناء، وتشتمل على أقسام متعددة يختص كل منها بموضوع محدد يرتبط بأوضاع سيناء من كل جوانبها.
واقترحت الدراسة أن يكون بين أقسام الكلية الجيولوجيا، والجغرافيا، والتاريخ، والآثار، والبيئة، والأنثروبولوجيا والسكان، والزراعة، والطاقة الشمسية والطاقات الجديدة والمتجددة، والفنون والآداب الشعبية، وقسم عن الأعشاب الطبية السيناوية، على أن تكون تلك الكلية نواة لجامعة سيناء الحكومية فى المستقبل، وأن تكون أولوية الالتحاق بها لأبناء سيناء، مع منح بعض الحوافز والميزات لهم، وخاصةً شباب البدو.
وأكدت الدراسة أهمية اهتمام وزارة الثقافة بالتنسيق مع الجمعيات الأدبية والفنية، بإقامة المهرجانات، وعقد المؤتمرات والندوات الأدبية والفنية على أرض سيناء، مثل إقامة مهرجانات للشعر فى إحدى مدنها، وفى عام تالٍ يقام مهرجان للفنون فى مدينة ثانية، وفى الثالث يعقد مؤتمر للأدب فى مدينة ثالثة، وفى عام آخر تعقد ندوات بحثية فى مدينة رابعة، حتى يشمل الحراك الأدبى والفنى جميع أرجاء سيناء، ويشارك فيه أبناؤها بإنتاجهم وإبداعاتهم.[SecondImage]
وأوصت بأن تعمل وزارة الثقافة على امتداد موسم المعرض الدولى للكتاب بعد عروضه بالإسكندرية لينتقل إلى أرض سيناء، ويمكن اختيار مدينة فى شمالها، وأخرى فى جنوبها لإقامة المعرض فى كل منها بالتتابع لمدة ثلاثة أيام على سبيل المثال، مع العناية باختيار نوعيات الكتب التى تحظى باهتمام الزوار هناك. وطالبت بأن تتعاون محافظتا شمال وجنوب سيناء على إقامة معرض شامل لجميع الفنون السيناوية، وأن تعقد على هامشه ندوات يدعى إليها المبدعون من أبناء سيناء وغيرهم من المتخصصين، ليعرضوا آراءهم وأفكارهم بشأن التطوير المنشود لأوضاع هذه البقعة العزيزة من أرض الوطن، واستشراف السبيل للنهوض بها.
وأشارت الدراسة إلى أهمية تسجيل المركز القومى لتسجيل التراث عمليات المسح الشامل للتراث الشعبى السيناوى وأدواته وآلاته باستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة، وتحديث تسجيله وتصنيفه ودراسته ثم نشره، ومن ذلك على سبيل المثال: «ملحمة أيوب الشعبية، التى يرى أهل سيناء أن حوادثها وقعت بساحتهم، وأن أيوب شفى من الضر الذى مسه بالاغتسال فى بحر العريش»، مع الانتفاع بالجهود العلمية الفردية، والرسمية السابقة التى بذلت فى هذا الاتجاه.
وأوصت بدعوة دور النشر الحكومية والخاصة بالتنسيق معاً لإصدار سلسلة من الكتب الميسرة تحت عنوان «مكتبة سيناء» تتناول كل شئونها فى الماضى والحاضر مع استطلاع مستقبلها، ويشترك فى تأليفها ذوو الاقتدار من أبنائها، بحيث تكون هذه السلسلة إحدى الفرص التى تتيح لهم ولغيرهم لطرح الرؤى والأفكار والمقترحات التى يرون تطبيقها، وما يأملون تحقيقه من تنمية وتقدم لسيناء وأهلها فى كل المجالات.
وشددت على أهمية أن يعمل المجلس القومى للشباب والمجلس القومى للرياضة على مد رعايتهما لتشمل جميع فئات الشباب بسيناء بحيث يمكن أن تتشكل منهم تدريجياً الأندية والفرق الرياضية التى تتنافس مع غيرها من الأندية والفرق المشهورة، كما أكدت على ضرورة أن تجرى عمليات استطلاع رأى بين أهالى سيناء بمختلف شرائحهم من بدو وحضر، على فترات مناسبة، للتعرف على آرائهم ومطالبهم وشكاواهم، ونظرتهم لما يقام بسيناء من مشروعات، وما الذى يطمحون إلى تحقيقه فى المستقبل، على أن تتسم هذه الاستطلاعات بالدقة والموضوعية.
وطالبت جهاز شئون البيئة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار بدراسة إنشاء محميات أثرية، وفى مقدمتها منطقة المغارة التى تحتوى على كثير من النقوش بالخط الهيروغليفى منذ عصر الأسرة الثالثة، ومنطقة سرابيط الخادم التى تحتوى نقوشها على سجل لأقدم الحروف الأبجدية فى العالم والمعروفة باسم «الأبجدية السينائية».
وأكدت أهمية أن توجه محافظتا شمال وجنوب سيناء عنايتهما بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومنها وزارة النقل، ووزارة الثقافة، إلى إعادة تحديد وتأهيل الطرق التاريخية، وكذلك الطرق ذات الشهرة الروحية، وتزويدها باللافتات الإرشادية التى توضح معالمها ومنشآتها، وأهم الحوادث التى شهدتها والشخصيات التى عبرتها أو مرت بها من طريق الخروج، وطريق رحلة العائلة المقدسة بين رفح حتى ساحل البحر حتى الفرما، وطريق آل البيت النبوى الوافدين إلى مصر واللاجئين إليها.
وأوصت أن تسعى المحافظتان بالتعاون مع الجامعات المصرية التى أجرت دراسات عن سيناء إلى إصدار كتاب شامل أو عدة كتب عن معالم سيناء، وماضيها وحاضرها ومستقبلها. وطالبت بأن تتضمن مناهج التعليم العام، التى تعدها وزارة التربية والتعليم، مادة دراسية عن المناطق الحدودية ومنها سيناء؛ تتدرج فى كمها ونوعها تبعاً لقدرات التلاميذ بدءاً من مرحلة التعليم الأساسى وحتى نهاية المرحلة الثانوية، مقترحة أن يتم البدء بتقرير موضوع عن سيناء فى كتب القراءة «المطالعة» بهاتين المرحلتين.
كما أوصت بأن تشتمل بعض المسابقات المدرسية التى تجرى بين تلاميذ التعليم العام على موضوعات ترتبط بسيناء مع تنوع أشكالها الأدبية سنوياً ما بين الشعر، والقصة، والمقال، والبحث، كما تنظم وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالى، والمجلس القومى للشباب، رحلات للشباب إلى سيناء لا تقتصر على المنتجعات السياحية بل تشمل كافة المنشآت التاريخية والمشروعات التى تتم على الأرض، على غرار ما كان يجرى من قبل بشأن رحلات الشباب إلى السد العالى وآثار جنوب الوادى.[ThirdImage]
وأشارت إلى أن رحلات الشباب ستكون فرصة ملائمة لحفز أبناء مصر، وخاصة الشباب، على تسجيل انطباعاتهم عما شاهدوه فى كل موقع، وملحوظاتهم عما لمسوه من إيجابيات وسلبيات، وما يمكن أن يقدموه من مقترحات مستقبلية مع تسجيل ذلك كله وموافاة جهة الاختصاص به للتعرف على وجهات نظر أجيال المستقبل، والانتفاع بالجدير منها بالتنفيذ.
وأوصت بأهمية دعوة الأدباء والفنانين، منفردين أو من خلال اتحاداتهم وجمعياتهم ونواديهم، إلى إلقاء أضواء كاشفة على أهمية البوابة الشرقية لمصر، التى ظلت مفتوحة على المشرق العربى وعلى كل آسيا منذ أقدم العصور وما تستحقه من تناول فى الأعمال الفنية والأدبية، وأنهم جديرون بأن يوقظوا الوعى بأهميتها، وخطورتها وبالأحداث التى تتابعت على ساحتها، وبالبطولات التى شهدتها، وبكفاح أبنائها، وانتمائهم لمصر وولائهم للوطن، مع ملاحظة أن ما أنجز فى هذا المجال ما زال يحتاج إلى المزيد حتى يتكافأ مع مكانة سيناء وأهميتها البالغة. واختتمت الدراسة توصياتها بأن يكون من بين اهتمامات نشرتى المعلومات اللتين تصدرهما شهرياً محافظتا شمال وجنوب سيناء، تخصيص باب ثابت يتم فيه نشر الوصف الراهن دون التاريخى لمعلم مهم أو مدينة أو قرية أو موقع مما تزخر به المحافظة، على أن يصدر مركز المعلومات بكل محافظة عدداً سنوياً من نشرته يشتمل على جميع الموضوعات التى تم نشرها خلال العام، بحيث تستكمل كل محافظة وصف الواقع الحالى لكل معالمها الحضارية والبيئية والروحية والسياحية والأثرية وغيرها، ومن ثم يتاح للقراء من أبناء سيناء خاصة، ومن أبناء الوطن عامة الإلمام بالواقع الحاضر على أرض سيناء، وما تضمه من ذخائر، وما تتميز به من معالم.
ملف خاص
«الوطن» تنفرد بنشر 4 دراسات رئاسية لتنمية أرض الفيروز
التنمية والتعمير: تقسيم سيناء إلى 5 مناطق تنموية
الاقتصاد: 10 مصانع متخصصة فى الطاقة والاتصالات والإلكترونيات والتعدين
«التراث»: برنامج للسياحة الحربية.. وإنشاء «متحف قومى»