المصارع صهيون كلارك
ولد بدون أرجل، حيث يعاني من مُتلازمة نادرة أثرت على نموه، وأثرت على حياته، فالسخرية منه لم تتركه يوما، بل كانت من أبرز المشاكل والعقبات التي واجهها، وأخذت من نفسيته وعمره الكثير، خاصة بعد أن تخلت عنه أسرته في صغره، وأصبح بلا مأوى، ليحول معاناته، إلى كفاح وقصة ملهمة يرويها شباب العالم.
الأمريكي صهيون كلارك، مُصارع، ولد بلا قدمين، يعيش في ولاية أوهايو الأمريكية، ويبلغ من العمر 26 عامًا، شخصت حالته بمتلازمة التراجع الذيلي، تخلت عنده والدته في مراحل حياته الأولى، ليعيش عمره في دار رعاية، بحث عن حياة ولم يجد ضالته إلا بعد أن بدأ الشباب يدب في أنحاء جسده، وتخطى الـ17 من عمره، ظل مُتمسكًا بالأمل والإصرار على النجاح فحول المحنة إلى منحة، وسجل أرقامًا قياسية بموسوعة جينيس، بعد أن سار مسافة 20 مترًا على يديه في مدة زمنية 4.78 ثانية، وأصبح نجمًا وبطلًا في مصارعة الفنون القتالية المختلطة.
«صهيون» تحدث لـ«الوطن» في أول حديث مع صحيفة عربية ومصرية، وروى قصته المؤلمة، التي تحولت بفضل عزيمته إلى حكاية كفاح ونجاح، تُرويها الأجيال، وتتناقلها الصحف العالمية، فبعد أن ولد بالإعاقة النادرة، وتخلت عنه أسرته، كانت الموسيقى والمصارعة، الوسيلة التي استغلها للهروب من الواقع: «استخدمت الموسيقى والمصارعة كمهرب من الحياة المُسيئة، لقد أصبحتا علاجًا لي، وجدت حبًا وشغفًا لعزف الطبول منذ 3 سنوات، ثم المصارعة وعمري 6 سنوات، لقد ساعدوني في التغلب على كل الإساءات والإهمال والمعاناة التي كنت أواجهها».
التعلم وتكوين الصداقات، كان عائقًا أمام «كلارك»، فالأطفال يعاملونه بقسوة، وكانوا ينظرون إليه على أنه مختلف عنهم، وعانى من التنمر بدار الرعاية التي عاش بها، لكن كل ذلك لم يضعف من عزيمته، وكان يدافع عن نفسه، ولا يسمح بالإساءة لها.
عانى الأمريكي من صعوبات عديدة في حياته، بداية من تخلي عائلته عنه، إلى ولادته بلا قدمين، إلى قسوة المعاملة في دار الرعاية التي عاش بها، وفقا له: «اضطررت إلى إعالة نفسي منذ الصغر، كان عليّ أن أتعلم الكثير من الأشياء بنفسي دون توجيه أو مساعدة ممن حولي».
أول شخص ساعد «كلارك» في حياته هو مدرب المصارعة جيل دوناهو، وهو المدرب الخاص له، ثم سيدة تنبته وعمره 17 عامًا، وتدعى كيمبرلي هوكينز، والتي يعتبرها والدته، ثم صديقه المقرب ومدير أعماله كريج ليفينسون: «صديقي هو داعم حقيقي لي، نعيش ونسافر حول العالم معًا ونقدم الكثير من الإلهام والتحفيز لمن هم في أمس الحاجة إليه».
بدأ في تعلم المصارعة وممارستها وعمره 6 سنوات فقط، ثم أصبح مصارعًا من الدرجة الثانية، ثم تحولت لديه إلى مهنة قتالية، وأصبح مصارعًا محترفًا في «MMA»، وهي رياضة قتالية، وخسر 215 مباراة قبل أن يفوز بأول مباراة له، وفقا له: «أرى كل الأشياء التي مررت بها على أنها قوة، أظهر دائمًا للآخرين أنه يمكن لأي شخص القيام بما قمت به، إذا كان بإمكاني فعل ذلك، يمكن لأي شخص فعله أيضًا، جميعنا لدينا 24 ساعة في اليوم، يمكننا عمل الكثير».
يقدم صهيون كلارك، بطل المصارعة، نصيحته عبر «الوطن»، لمن ولد بإعاقة أثرت على حياته، أو من يعاني من الصعوبات: «توقف عن التفكير كثيرًا في أمور حياتك وتحرك واعمل، عليك أن تكون سابقًا للجميع، وأن تقوم بخطوات تقدمية حتى ولو كانت صغيرة، لأنها تؤدي إلى نتائج كبيرة بمرور الوقت، ابق رأسك مرفوعًا وتذكر ألا تقسو على نفسك في الحياة، واستمتع بها».
تعليقات الفيسبوك